ما الذي تريده الحكومة؟

عمر عياصرة

 
عدم رغبة الحكومة باحتواء ازمة المعلمين تثير الشكوك في نفسي، فحتى وقت كتابة المقالة لا يبدو في الافق حل لإضراب المعلمين الذي دخل اسبوعه الثالث.
الحل بيد الحكومة، فمع تقديري لأزمتها المالية، الا ان ذلك لا يعني الوقوف بعيدا، والتأشير بالاكتاف الرافضة، فهذا ليس منطقاً يقبله العقل، كما انه يخرجها عن اداء واجباتها.
يحق للحكومة ان تقول للمعلمين، بعيدا عن الانشاء والاعلام والشيطنة، تقول لهم مطالبكم غير منطقية الآن، ويحق لها ان تتشدد في المسار المالي.
لكن هذا لا يعني ان تبقى متعنتة ببؤس، ولا تقدم حلولا واحتواءً، فما المانع ان تطرح اعترافا بحق المعلم بالعلاوة، وتطلب الجدولة او الانتظار او التسويات.
على الحكومة ان تدرك انها مطالبة بتدشين «مسار كرامة» للمعلم حتى يعود لمدرسته، فمن العار ان تفكر الحكومة بعودة المعلم للغرفة الصفية منكسرا، خالي الوفاض من حقوقه ومطالبه.
عليها ان تستقل بقرارها، وان تصنع مسافة عن المرجعيات التي تحاول ربط الاضراب بالاخوان، ربما تصفية لحسابات قديمة او مستقبلية او لصراع مستمر.
من هنا، على الحكومة ان تقرر ان تحاور المعلم انطلاقا من أبويتها له، لا من مدخل العدائية، فالحكومة الوطنية الحقيقية لا تنظر للمعلم على انه «آخر» بل هو جزء من الدولة والحكم والوطن.
ما الذي يمنع ان تعلن الحكومة خطتها للاحتواء على العلن وامام الناس، ما المانع ان تبدأ بالاعتذار للمعلم عن «الامن الخشن» الذي مورس عليه في الخميس الاغبر؟
للمرة المليون، بتقديري ان نقابة المعلمين مستعدة للتفاهم مع الحكومة بشرطين، الاول: ان يعود المعلم عن إضرابه بكرامة وبرأس مرفوع امام طلبته والمجتمع.
اما الثاني فهو اعتراف الحكومة بعلاوة المعلم والاتفاق على هيكلتها بالطريقة التي تراعي مالية الحكومة، وتراعي كرامة المعلم ومستوى معيشته.