منظمة بريطانية تفضح تناقضات التغطية الإعلامية ضد مونديال قطر 2022
الدوحة- "القدس العربي”:
كشفت مجموعة أبحاث بريطانية مرموقة ما قالت إنها ادعاءات الصحافة البريطانية تحديداً "الغارديان” بشأن تغطية استعدادات قطر لاستضافة مونديال 2022 وتشويه صورة أول دولة من الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث الكروي.
وحصلت "القدس العربي” على تقرير خاص أعدته مجموعة "بروج” البريطانية، عن تناقضات قالت إنها خطيرة في التغطية الصحافية بشأن استعدادات إقامة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 في دولة قطر.
وقال التقرير الذي أعدته المجموعة، إن القراء لا يمكنهم الوثوق بصحيفة "الغارديان” البريطانية في ظل ما يشوب تغطيتها من "أجندة سياسية” وخدمة أجندة "خبيثة” في إطار حملة خداع.
ويطبق تقرير مجموعة "بروج” التي تأسست بمبادرة من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، فكرة جديدة لتقييم معايير الصحافة من خلال النظر بعدسة كأس العالم لكرة القدم والأحداث والمعارض الرياضية الدولية، مبرزة أن الرياضة هي الاختبار الحقيقي الذي يمكن من خلاله تقييم من يمكن الوثوق به في وسائل الإعلام.
وأظهر التقرير، الموضح بالتحليل التفصيلي بعنوان "من يمكن الوثوق به؟ الأخبار الكاذبة والتغطية الإعلامية لكأس العالم لكرة القدم 2022"، أن أقسامًا من الصحافة ربما تكون قد وقعت فريسة لحملة "خبيثة” تحاول توظيف حقوق العمال في كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر لأجندة خاصة.
وأبرز التقرير ما قال إنه النفاق حين يغض البعض الطرف نسبيًا عن البطولات الأخرى في البلدان ذات السجلات المروعة في مجال حقوق الإنسان.
وجاء في التقرير للمجموعة أنه إذا لم يكن من الممكن الوثوق بصحيفة "الغارديان” في تقديم تقارير منصفة عن الاستعدادات لبطولة كرة القدم، وتوافق نفسها مع الحملة العامة لكأس العالم، فلا يمكن الوثوق بالصحف الأخرى في مجموعة "الغارديان” للإعلام في موضوعات أخرى.
انتهاكات إماراتية للحقوق
أشار تقرير المجموعة البريطانية إلى أن العبودية وانتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات العربية المتحدة تحديداً، وكذا المملكة العربية السعودية لم تتلق نفس مستوى الإدانة من صحيفة الغارديان التي تلقتها قطر على الرغم من استضافة البلدين لفعاليات ثقافية ضخمة ومسابقات دولية.
وشدد التقرير على أن هوس الغارديان الواضح بحقوق العمال في قطر لا يتناسب مع الصحف البريطانية والدولية المماثلة الأخرى.
ماذا عن الصين؟
ولفتت المصادر البريطانية إلى أنه لم تلق الإصلاحات الإيجابية والمعترف بها دوليًا في قطر سوى القليل من الثناء، بينما لا تتلقى الدول الأخرى سوى القليل من الانتقادات. وفي حين أن الانتقادات الموجهة لقطر ترتبط ارتباطًا مباشرًا باستضافتها لكأس العالم، والتي تعد في حد ذاتها جزءًا من الاستراتيجية المستخدمة لعزل تلك الدولة، لا يتم استخدام نفس المستوى من الانتقاد الحاد ضد الأحداث الرياضية الأخرى التي تحدث في أنظمة مختلفة تمامًا عن قطر، وبالتحديد الصين.
وأوصى التقرير بإزالة حالة الصحيفة المسجلة من صحيفة الغارديان، وأن تقلل هيئة المنافسة والأسواق من نفوذها أو نفوذ بارونات الصحافة، وأن تفكك كلا من هيئة الإذاعة البريطانية والمجموعات الإعلامية، ويجب أن تكون مجموعة "الغارديان ميديا” على رأسهم.
وحث التقرير على وجوب أن تتوقف الحملات الصحافية الممولة من الخارج والإعلانات الإعلامية الصادرة من الخارج، وأنه يتوجب على المحررين والمديرين التنفيذيين ذوي المصالح الخارجية التي تهم القراء أن يعلنوا ذلك من أجل السياق والشفافية.
ودعا التقرير إلى أن تشرح صحيفة "الغارديان” صلاتها بالمنظمات الأجنبية التي تسعى للتأثير على تغطيتها.
وأكدت مجموعة "بروج” أن "العلاقات العامة هي امتداد للسياسة بوسائل أخرى”. فقد نشرت الصحف في مجموعة "الغارديان” للإعلام مقالات تشن حرب تضليل ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتخدم مصالح قلة قوية ضد مصالح الكثيرين، وتقوض التفويض الديمقراطي للاستفتاء.
ونبهت إلى شن الغارديان حملة ضد قطر رغم أنها واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تحاول الإصلاح، وفي الواقع تقدم مثالًا إيجابيًا للآخرين حول كيفية تغيير وتحسين حقوق الموظفين المهاجرين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُفضح فيها خلفيات الحملات التي شنتها جهات خارجية ضد قطر واستعداداتها لتنظيم كأس العالم لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
مجموعة أبحاث أسستها تاتشر
يشار إلى أن مجموعة "بروج” هي مؤسسة فكرية مستقلة تخدم جميع الأطراف السياسية، وأنشئت عام 1989، وكان هدفها الأساسي هو مقاومة انتهاكات الاتحاد الأوروبي لحكم المملكة المتحدة الذاتي الديمقراطي.
وقادت مجموعة "بروج” المعركة الفكرية للفوز بالتصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي وضد ظهور دولة مركزية في الاتحاد الأوروبي.
وتتحدى مجموعة بروج المعتقدات الكاذبة والمضرة التي تقمع النقاش وتحرض على العداء. وسوف تستمر في توجيه دور بريطانيا في العالم، والعمل كصوت للوحدة، وتعزيز الحرية التاريخية والديمقراطية والشفافية والحقوق، وتعزيز المقاومة ضد الهجمات على حرية التعبير وتوفير صوت لأولئك الذين "يقدرون حرياتنا وأسلوب حياتنا”.