دائرة مراقبة الشركات ومراقبها العرموطي، فارق جوهري في الخدمة الحكومية..

هنا لا اريد ان اكتب عن وائل العرموطي . و لكن عن دائرة مراقب الشركات . 
كنا متوجسين و خائفين و غير واثقين من التحول الالكتروني ، و صراحة انا شخصيا كثير التردد و تعاملت بحذر شديد مع التحول
 الالكتروني الحكومي . 

التجربة في دائرة مراقبة الشركات غير ومختلفة ..و التجربة حقا تعجلك تقلب كل افكارك و تصوراتك حول الخدمة الالكترونية و حتمية خيارها . 

اختفاء للبيروقراطية الغبية و القاتلة للوقت ، و انجاز سريع لمعاملات المراجعين ، و ما في داعي للواسطة ، و انقلاب في ثقافة و مفاهيم الخدمة الحكومية . 

و حتما هذا يقودنا الى فكفكة عقد الاستثمار وادارة مؤسسات خدمات الاقتصاد و الاستثمار ، ونزع عقلية المماطلة و الطبطبة ، و نوازع الفساد و تحت الطاولة و غيرها من الشبهات . 

العرموطي نموذج لمدير يلفت الانتباه .. يقضي يومه في الدوام يتنقل بين المراجعين و خلف الكاونتر يسمع و يسهل تقديم الخدمة للمراجعين ، و يقف في بهو دائرة مراقب الشركات يرد على اسئلة و ايضاحات المراجعين .

مدير بدون مكتب .. نموذج غير مطروق في الادارة الحكومية .. و كم نعرف ان مدارء القطاع الحكومي مصابون بامراض الكرسي ، و لا يغادرونه خوفا من انقلاب ابيض ، و قرار تغيير ، و يبقون ملتصقون بالكرسي ، و من شدة الخوف احيانا يحملونه معهم الى البيت . 

اكتب عن دائرة مراقب الشركات ، و المراجعون يشكرون حسن و جودة الخدمة الادارية .. و التحول الاكتروني سهل و يسر على المراجعين ، و في خدمات الالكترونية كثيرة يمكن انهائها عن بعد " اون لاين " .. و ان لزم الامر بمراجعة ادئرة مراقب الشركات ، فالامر لا يستغرق اكثر من دقائق معدودة . 

نعم ، تفاصيل مربوطة بالتحول الالكتروني ، ولكن هذا ليس كافيا .. فالاهم هو العقل المدبر ، والادارة العليا الواقفة بحكمة و صلابة وراء تطوير منظومة الخدمة الادارية الالكترونية ، و الخروج من العصر الورقي الى الرقمي .. وجدت نفسي بعدما راجعت دائرة مراقبة الشركات لاكمال معاملة مجبرا على كتابة ما رأيت بام عيني و لامست من فارق جوهري و شاسع في الخدمة الحكومية .