ليس دفاعا عن عمر الرزاز ، ما الغريب من خبر تعيين عمر الرزاز محاضرا في جامعة هارفرد !

حجم انشغال الناس في خبر عرض تعيين الرزاز في هارفرد يعادل و يفوق اخبار كورونا و المنخفض الجوي و انقطاع الكهرباء و الانترنت . 

و يفوق اهتمام الناس باخبار الانتخابات البلدية ، وكما يبدو فان الاردنيين ينسون الانتخابات ويرمونها وراء ظهرهم . 

و لنفترض ان الرزاز قد تم تعيينه فعلا في هارفرد ، و انه قبل عرض الجامعة البريطانية ، فما الغريب و الجديد و المدهش ، والمثير لكل هذا 
الاهتمام و الفضول الاعلامي . 

و اكثر ما هو يثير للشفقة ان مواقعا اخبارية تداولت الخبر و التعليق عليه بمضمون خبر يقول .. ان هارفرد جامعة امريكية . ومحرر الخبر و ناشره بقدر ما يملكون من مهنية و نضج اعلامي يخلطون ما بين بريطانيا و امريكا . 

لست هنا مدافعا عن الرزاز ، و لا ادافع عن اي رئيس حكومة و لا اي مسؤول رسمي اردني . 

و لكن .. خوفي هنا على سقوط الرأي العام ، و كيف يوقع الاعلام الغبي و خصوصا اعلام السويشل ميديا المواطنيين في وحل مواضيع و قضايا تافه و غير مهمة ، ويبعده عن القضايا المركزية الوطنية العامة.. اقتصاديا و سياسيا و معيشيا . 

عمر الرزاز .. خريج جامعة هارفرد ، و في عرف و تقاليد الجامعات العريقة فانها تعرض على خريها ان يعودا اليها مدرسين ، و هذا تقليد في جامعات اوروبا و امريكا و بريطانيا .

و لربما اني لا اتفق كثيرا مع عمر الرزاز و نهجه و فكره و مشروعه في ادارة الدولة ، وافكاره الاقتصادية و السياسية ، و تجربته في الدوار الرابع و سياسة ادارة كورونا . 

و في عهد الرزاز تعرضت الى المنع من الكتابة و ملاحقتي في راتبي الشهري ، و التوقيف و الملاحقة الامنية على خلفية قضايا نشر الالكتروني . 

و هذه العناوين لها ابواب واسعة لفتح سجالات حولها اعلامية و سياسية .. و كل هذا لا يعني ان املك تخوين او اتهام الرزاز في وطنيته و عفته و طهارته السياسية ، و لا هو كذلك . 

اعلاميون نهشوا الرزاز ، و لم يكن الرزاز مؤمنا بالمظلات و المرجعيات الخفية ، ولم يمارس سلطته لاسكاتهم و ثنيهم عن الهجوم . الناس انجروا وراء خبر تعيين الرزاز و جامعة هارفرد ، و هذا الخبر ليسوا معنيين به اطلاقا ، و ليس خبرا له صلة في شؤون و احوال اخبارهم العامة اليومية . 

واكرر هنا ،لربما انني اقف في نقيض سياسي واديولوجي مع الرزاز .. و لكن لا يجوز السكوت عما يمارس من قتل سياسي و اغتيال ونحر للخصوصية ، و اشغال الناس في قضايا شخصيةو جانبية ليست من صميم اهتماماتهم العامة .

الرزاز من بيت سياسة و فكر و علم .. ونجل لزعيم سياسي كبير ، منيف الرزاز ، تتلمذ و تثقف على يده اجيال من السياسيين والمفكرين في العالم العربي ، وهو
 اول من عرف مفهوم القومية و الهوية العربية ، و مشروع الوحدة و التحرر العربي ، و ما زال رصيدا سياسيا من ارث منيف الرزاز في مفهوم الامة و الوطن و الوحدة يغذي و يثري العقل السياسي العربي . 

و لمن انشغلوا في تداول خبر عمر الرزاز ، ولو فكروا قليلا .. فالخبر لا يقول ان الرزاز اشترى فيلا و بيت ريفي في لندن و ضواحيها ، ولا يملك 
شققا على نهر الدنلوب ، و لا قصرا فارها في جنيف ، و لا ارصدة و عقارات و مجمعات تجارية في مرنتريال ، و لا هو من اصحاب الملاذات الدافئة
 و اللطيفة . 

فارس الحباشنة