نظام المستعمرة للتجسس

رغم أنها شركة إسرائيلية خاصة، ولكنها عملت كحليف وثيق، وذراع متنفذ لأجهزة الأمن الإسرائيلية الثلاثة: 1- الاستخبارات العسكرية- أمان، 2- جهاز الأمن الداخلي المخابرات- الشين بيت 3- جهاز التجسس الخارجي -الموساد، وتم توظيفها في خدمة السياسة الخارجية للمستعمرة، وذلك كله من خلال نظام التجسس الذي تم اختراعه من قبل مهندسين مختصين، سبق وأن عملوا في أجهزة الأمن، وتفوقوا في «برمجة بيغاسوس» الذي يملك القدرة في اختراق أي جهاز تلفون خلوي يعمل بنظام: أندرويد أو آيفون.
هذا ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، نشرته يوم 28/1/2022/ بقلم رونين بيرغمان ومارك مازيتي، وحمل عنوان «المعركة من أجل أقوى سلاح تجسس سيبراني (الكتروني) في العالم».
شركة «إن. أس. أو» مختصر لأسماء الشركاء الثلاثة: عمري لافي Omri، شاليف هوليو Shalev، نيف كارمي Niv، أسسوا شركة عام 2011، تحولت لتكون أشهر صانعة برامج للتجسس في العالم، تقدم خدماتها لأجهزة المخابرات على مستوى الدول، حيث لا تبيع انتاجها للأفراد أو للشركات، والبيع يتم عبر الاشتراك، وليس بيع البرنامج، ليبقى حكراً في انتاجه وتسويقه للشركة الإسرائيلية فقط.
تمكنت الشركة من اختراق الحدود، والتجسس على كل رقم تلفون في العالم والحصول على المعلومات من: البريد الالكتروني، الصور، مخزن الأرقام، تحديد موقع التلفون، التحكم في الكاميرا، والأخطر حتى أثناء إغلاقه، أي ينقل ما يجري في غرفة النوم أو الاجتماعات، بدون أن يشعر صاحبه، وبذلك يكون أداة مراقبة وتجسس لصالح الأجهزة الأمنية على صاحب الرقم، بدون أي مظهر في وجود خرق للتلفون.
الولايات المتحدة وحدها لم يشملها نظام التجسس بيغاسوس، مع أن الشركة باعت الاشتراك للمخابرات والمباحث الأميركية عبر نظام خاص يدعى «فانتوم» يمكنه اختراق أي رقم خلوي أميركي، ولكن القوانين الأميركية تمنع مثل هذا التجسس على مواطنيها، ولهذا وضعت وزارة العدل الشركة الإسرائيلية «إن. أس. أو»، على قائمة الشركات السوداء، ومنع تداولها، أو بيعها مصنوعات أو منتجات أميركية.
تقرير نيويورك تايمز لم يُشر هل نجحت هذه الشركة الإسرائيلية باختراق الحدود الروسية والصينية أم لا؟؟.
العديد من بلدان العالم ، وخاصة الأنظمة غير الديمقراطية في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية اشترت الاشتراك بهذا النظام التجسسي لاستعماله في متابعة المعارضين السياسيين والصحفيين والخصوم مثل المكسيك، بنما، بولندا، المجر، الهند، وبعض الأطراف العربية.
لقد تحولت المستعمرة لتكون عبر هذا الاختراع التجسسي، من أهم بلدان العالم بيعاً للأسلحة الالكترونية، وقد وظفت ذلك سياسياً في ابتزاز هذه البلدان، لتغيير مواقفها السياسية نحو فلسطين، وأجبرتها على التراجع عن تضامنها وتعاطفها مع الشعب الفلسطيني ودفعتها لإعادة مواقفها وكيفية التصويت في الأمم المتحدة ومؤسساتها لصالح المستعمرة ضد فلسطين، وأبرز ما ظهر لدى منظمة الوحدة الإفريقية حيث تم قبول المستعمرة عضواً مراقباً لدى المنظمة الإفريقية التي كانت تقليدياً تقف مع فلسطين.