بريطانيا تستهدف المليارديرية بكازاخستان
خبرني - طالب البرلمان البريطاني بفرض عقوبات جديدة على المليارديرات المقيمين في كازاخستان الذين تبلغ ثرواتهم 18.6 مليار دولار.
وأوضحت عضوة بارزة في البرلمان البريطاني، التي أخبرت مجلس النواب أن الحكومة بحاجة إلى تحمل مسؤولية "غض الطرف" ومساعدة النظام الكازاخستاني في "غسل أمواله".
احتجاجات كازاخستان
نجم عن احتجاجات أسعار الوقود، التي اجتاحت كازاخستان الشهر الماضي، 225 قتيلاً، و4500 جريح و10 آلاف معتقل، وآل الأمر بالرئيس السابق، نور سلطان نزارباييف، إلى مغادرة البلاد أخيرًا.
يسلط السياسيون الضوء على دور بريطانيا في إبقاء النظام الحاكم في البلاد من خلال تمكين الجرائم المالية عن طريق بنوك لندن والخدمات القانونية وقيمة العقارات.
وذكرت النائبة عن حزب العمال البريطاني، مارجريت هودج، عددًا من أصحاب المليارات وشخصيات الأعمال الأكثر شهرة في البلاد، في خطابها الدامغ الذي سلط الضوء على مخالفات تاريخية، وحماية أصحاب المليارات من دعاوى التشهير بسبب امتيازات برلمانية.
وأوضحت هودج أن تحقيقات غسل الأموال والرشوة قد طالت تيمور كوليباييف وزوجته دينارا نزارباييفا (ابنة نزارباييف) في محاكم قانونية خارج بريطانيا، وأضافت أن ثروة كوليباييف تبلغ 2.9 مليار دولار، وفقًا لفوربس، ويمتلك ما لا يقل عن 80 مليون دولار من العقارات في بريطانيا. إلا أن كوليباييف ونزارباييفا نفيا هذه المزاعم وأسقطت المحكمة السويسرية القضية ضد كوليبايف في 2013.
جرائم مالية
وجهت هودج أيضًا التهم لفلاديمير كيم، أغنى شخص في كازاخستان، لكونه وكيلًا في شركة التعدين Kazmys plc، وهي أول شركة كازاخستانية تُدرج في بورصة لندن، كما يقول تقرير منظمة حقوق الإنسان Global Witness أن نزارباييف هو المسيطر الفعلي على الشركة، إلا أن مجلس الإدارة نفى المزاعم وأخبر Global Witness أن الشركة خضعت لإجراءات شاملة قبل إدراجها في 2005.
كذلك، انتقدت هودج أباطرة التعدين ألكساندر ماتشكيفيتش وباتوخ تشودييف، من شركة التعدين Eurasian Resources Group، المدرجة أيضًا في بورصة لندن، بسبب تحقيقات الرشوة التي طالتهما من مكتب الاحتيال في بريطانيا عام 2013، وذكرت جريدة Law Society Gazette، التي يقع مقرها في بريطانيا، في يونيو/حزيران أن مكتب مكافحة الجرائم المنظمة SFO لم يوجه بعد أي اتهامات للشركة التي تنفي ارتكاب أي مخالفات.
أخيراً، ذكرت هودج رجل الأعمال بولات أوتيموراتوف بسبب دوره كرئيس الأركان السابق في نظام نزارباييف. جمع أوتيموراتوف ثروته في 2007 عندما اشترى بنك UniCredit الإيطالي حصة قدرها 92٪ من بنك ATF Bank الكازاخستاني مقابل 2.1 مليار دولار.
واستشهدت هودج مباشرة بصافي الثروة المقدرة بواسطة فوربس لجميع هؤلاء المليارديرات الكازاخستانيين، والبالغة 18.6 مليار دولار.
وبالنظر إلى الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان لعام 2020، الذي بلغ 169.8 مليار دولار فقط، فإن ثروة المليارديرات المجمعة تصل لأكثر من 10% من إجمالي القيمة النقدية لجميع السلع والخدمات المنتجة داخل البلاد في عام واحد.
ظهرت في الخطاب أسماء أخرى معروفة أيضًا، بما في ذلك كايرات ساتيبالدي، رئيس المخابرات السابق الذي كان مساهمًا رئيسيًا في وقت ما في شركة التكنولوجيا المالية Kaspi، المدرجة في بورصة لندن. أدخلت Kaspi مساهميها الرئيسيين ميخائيل لومتادزي وفياتشيسلاف كيم إلى نادي المليارديرات في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
وحاولت السلطات البريطانية استخدام أمر ماكمافيا ضد حفيد نزارباييف، نورالي علييف، لشرح ملكيته لعدد من العقارات في لندن، بما في ذلك أحد العقارات الواقعة في شارع المليارديرات المرموق في لندن، إلا أن محاولتها باءت بالفشل.
أمريكا في المشهد
يأتي تصريح هودج كجزء من التحول الذي تقوم به بريطانيا لمواجهة الفاسدين.
وشعر الأسبوع الماضي مسؤولين أمريكيين بخيبة الأمل تجاه إغفال بريطانيا للأموال القذرة التي تصل من الدول السوفيتية السابقة، وزعمها أنها قد تعيق فرض العقوبات الكاملة على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بسبب العدوان على الحدود الأوكرانية.