انتصار لفلسطين والعرب في إفريقيا

هُزمت المستعمرة ومعها أربع دول ، في القمة الإفريقية وانتصرت فلسطين، العضو المراقب لدى منظمة الوحدة الإفريقية، ولم يمر تسلل المستعمرة للعضوية الافريقية، وقادت الجزائر ومصر وليبيا وتونس وموريتانيا مع جنوب إفريقيا ونيجيريا، رفض افريقيا لأن تكون المستعمرة الإسرائيلية، بأي شكل عضواً مراقباً لدى المجموعة الافريقية.

افريقيا العنوان الصارخ الفاقع في النضال ضد الاستعمار، كيف لها أن تقبل مستعمراً معها ولديها؟؟ كيف يكون للقمة معنى وحضور وفهم في عقد القمة يوم الخامس من شباط، وقرار منظمة العفو الدولية أمنيستي الصادر يوم 2 شباط الدال على أن المستعمرة الإسرائيلية موصوفة بممارسة التمييز العنصري، وممارسة الاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني، والتوسع الاستعماري على حساب فلسطين وسوريا ولبنان، وسرقة أراضيهم، وحقهم في الحرية والحياة؟؟.

هُزمت المستعمرة وانتصرت فلسطين، هذا هو عنوان الصراع السياسي وآفاقه وتداعياته في قمة أديس أبابا الإفريقية، وهو انتصار آخر بعد انتصار أمنيستي وقرارها، وهو انحياز إضافي آخر لما فعلته العفو الدولية، وهو انتصار تراكمي، وانحيازات تدريجية على الطريق الطويل، طريق عودة اللاجئين إلى المدن والقرى التي طُردوا منها، وحرية فلسطين مع شعبها.

لم تؤثر منظومة التجسس الإسرائيلية البيغاسوس، وبيعها لبعض البلدان الإفريقية على نتائج التصويت، وبقيت الأغلبية الافريقية مع فلسطين، وهو درس مفيد للفلسطينيين وللعرب ليكونوا مع أنفسهم في قضاياهم، قبل انحياز الآخرين لهم.

رسالة أمنيستي والقمة الافريقية، إلى اجتماع المجلس المركزي المعقود في رام الله يوم 6/2/2022، لا أحد خارج الشرعية وانقلب ضدها يحق له أن يصف المجلس على أنه غير شرعي، ولكنه حقاً لا يمثل كل الفلسطينيين، فغياب حماس والجهاد وهما خارج الشرعية المنتظمة في إطار منظمة التحرير، مع غياب الشعبية والمبادرة الوطنية، وشخصيات وازنة مستقلة مثل ياسر عبد ربه وحنان عشراوي وتيسير الزبري، تجعل من هذا المجلس فاقداً للنصاب السياسي، وليس للشرعية العددية، فالانتصار الذي حققته منظمة التحرير بقيادة الراحل أبو عمار تم بمشاركة الجبهة الشعبية وحكيمها الراحل، والقيادة العامة مع أحمد جبريل، والصاعقة مع الراحل زهير محسن، وجبهة التحرير الفلسطينية مع طلعت يعقوب وأبو العباس، فالنصاب الذي كان يحرص عليه أبو عمار هو النصاب السياسي، وليس النصاب العددي المتوفر، هذا هو الاستخلاص الذي رسخه النضال الفلسطيني المتراكم.

صحيح أن الديمقراطية، وجبهة النضال الشعبي، وجبهة التحرير الفلسطينية، وجبهة التحرير العربية، ومشاركة مجزوءة لحزب الشعب، وبعض الموظفين وهؤلاء ليسوا من المستقلين، لأن هؤلاء الموظفين لا يمثلون شريحة الشخصيات المستقلة أمثال فريح أبو مدين من غزة، وحنان عشراوي من الضفة.

أقول رغم حضور هذه الفصائل ومشاركتها، لا يوفر النصاب السياسي المخطوف، بالاستئثار المفروض على مؤسسات منظمة التحرير وعلى سلطة رام الله، كما هو مخطوف ومفروض على سلطة غزة منذ انقلاب حركة حماس ضد الشرعية إلى الآن.

انتصارات فلسطين خارج حدودها، لم تصل إلى عمقها وإرادتها ووحدتها، وهو الخلل السائد الذي يحتاج للتصويب.