مهمة شاقة لإنتر أمام نابولي..
ميلانو – تتجه الأنظار في المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإيطالي إلى ملعبي نابولي وأتالانتا اللذين يستضيفان مواجهتين مفصليتين ضد إنتر ويوفنتوس توالياً، الأولى من أجل الصدارة والثانية من أجل السباق على المشاركة في دوري الأبطال.
وبعد خسارته الدراماتيكية في المرحلة الماضية أمام جاره ميلان 1-2 في مباراة كان متقدماً خلالها حتى ربع الساعة الأخير قبل أن تهتز شباكه بهدفين في غضون ثلاث دقائق بطلهما الفرنسي أوليفييه جيرو، يجد إنتر نفسه مهدداً بالتنازل عن الصدارة في حال خسارته أو حتى تعادله مع مضيفه نابولي اليوم.
وتقلص الفارق الذي يفصل حامل اللقب عن نابولي بالذات وميلان الى نقطة فقط، ما يعني أن خسارته ستمنح الفريق الجنوبي الصدارة وتعادله سيفتح الباب أمام جاره وخصمه المقبل في نصف نهائي الكأس ميلان للانقضاض عليها في حال فوزه غدا الأحد على ضيفه سمبدوريا في مباراة يخوضها بمعنويات مرتفعة جداً بعد فوزه الكاسح في منتصف الأسبوع على لاتسيو 4-0 في نصف نهائي الكأس.
صحيح أن إنتر استعاد توازنه سريعاً ببلوغه نصف نهائي الكأس على حساب روما (2-0)، لكن مهمته ستكون شاقة على ملعب "دييغو أرماندو مارادونا” ضد فريق قادم من أربعة انتصارات متتالية.
وعلق مدرب إنتر سيموني إينزاغي على مواجهة نابولي الذي خسر ذهاباً في "سان سيرو” بنتيجة 2-3، قائلاً "نحن نعلم بأنهم فريقٌ جيدٌ نجح في الاحتفاظ بجميع لاعبيه (خلال فترة الانتقالات الشتوية الشهر الماضي). إنهم منافسون على اللقب” الذي لم يحرزه النادي الجنوبي منذ أيام الأرجنتيني الأسطوري الراحل مارادونا العام 1990. وسيكون إينزاغي غائباً عن لقاء نابولي بسبب تهجمه على الحكم في مباراة الدربي، مع تغريمه مبلغ 15 ألف يورو.
ولم يكن المدرب السابق للاتسيو راضياً عن هدف التعادل الذي سجله جيرو في الدقيقة 75 دقيقة بعدما كان إنتر متقدماً منذ الدقيقة 38 عبر الكرواتي إيفان بيريشيتش. واعتبر إينزاغي أن الحكم تغاضى عن خطأ ارتكب على لاعبه التشيلي أليكسيس سانشيز قبل هدف الفرنسي.
وأوقف مدافع إنتر أليساندرو باستوني لمباراتين بسبب إهانته للحكم في أكثر من مناسبة في المباراة لكنه أصيب أصلاً في لقاء الكأس ضد روما بغض النظر عن الإيقاف.
وفي الجهة المقابلة، من المرجح أن يستعيد مدرب نابولي لوتشانو سباليتي السنغالي كاليدو كوليبالي والكاميروني أندري-فرانك زامبو بعد عودتهما إلى إيطاليا إثر مشاركتهما في كأس الأمم الإفريقية التي توجت بلقبها السنغال، فيما سبقهما النيجيري فيكتور أوسيمهن بعد الخروج المبكر لبلاده وكان صاحب الهدف الأول في الفوز على فينيستيا 2-0 في المرحلة الماضية، منهياً صياماً عن التهديف منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر).
وسيخوض إنتر ونابولي الموقعة وتركيزهما أيضاً على ما ينتظرهما الأسبوع المقبل، إذ أن الأول مدعو لمواجهة ليفربول الإنجليزي الأربعاء على أرضه في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، فيما يسافر الثاني إلى إسبانيا للقاء برشلونة الخميس في الدور الإقصائي الفاصل لمسابقة "يوروبا ليغ”.
وبعد أن كان آخر فريق يُسقِطُ يوفنتوس في آخر 14 مباراة ضمن جميع المسابقات بالفوز عليه في تورينو 1-0، يستقبل أتالانتا عملاق تورينو وهو يدرك بأن الهزيمة ستضعف حظوظه بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا بعدما بات متخلفاً بفارق نقطتين عن "بيانكونيري” الرابع نتيجة فشله في الخروج فائزاً من المراحل الثلاث الماضية.
ويخوض فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني اللقاء بمعنويات مهزوزة تماماً بعد خروجه الدراماتيكي الخميس من ربع نهائي الكأس على يد ضيفه فيورنتينا بخسارته 2-3 بهدف قاتل في لقاء أكمله الضيوف بعشرة لاعبين.
وخلافاً لأتالانتا، يبدو يوفنتوس في مسار تصاعدي ليس لأنه لم يخسر وحسب أياً من مبارياته الـ13 الأخيرة محلياً وقارياً، بل لأنه بات يضم الآن هدافاً فتاكاً بشخص الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي أهدى فريق المدرب ماسيميليانو أليغري هدف التأهل في الرمق الأخير إلى نصف نهائي الكأس أول من أمس على حساب ساسوولو (2-1)، بعدما سجل أيضاً في مباراته الأولى بقميص "بيانكونيري” في المرحلة الماضية ضد فيرونا (2-0).
ورغم البداية النارية مع عملاق تورينو، أقر لاعب فيورنتينا السابق أول من أمس، بأنه "سيستغرق الأمر بعض الوقت من أجل التفاهم (مع زملائه الجدد)، لا زلنا في البداية”، مضيفاً "كما قلت سابقاً، أنا مدينٌ بالكثير لزملائي في الفريق والمدرب والنادي الذين أسعدوني كثيراً، لم يكن ذلك ممكناً بدونهم، إنه لشرف لي أن أتواجد هنا”.
أما أليغري، فقال "نحن سعداء بوجود فلاهوفيتش الذي لا يزال يتعين عليه التحسن بمهاجمة العمق بشكل أفضل، لكن هذا جزء من تحسين كل لاعب”.
وتطرق إلى حظوظ يوفنتوس بالمنافسة على اللقب بعدما عاد من بعيد عقب بداية موسم مخيبة جداً، قائلاً "من المحتمل أن نكون متأخرين بفارق 11 نقطة عن إنتر (في حال فوز الأخير على نابولي اليوم لأن الفارق حالياً 8 نقاط)، وعلينا أن نخوض السباق ضد أتالانتا الأحد. يجب أن نكون مستعدين. ستكون المعركة وجهاً لوجه حتى النهاية”.
وبعد لقاء أتالانتا، لن يكون أمام يوفنتوس سوى مواجهة واحدة ضد فرق يقارعها على اللقب، وهو إنتر بالذات في المرحلة الحادية والثلاثين، فيما قد تكون الأمور محسومة إلى حد كبير من حيث الصراع على اللقب أو المشاركة في دوري الأبطال حين يواجه في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة لاتسيو السادس حالياً قبل افتتاحه المرحلة أمام بولونيا.
ويبقى تركيز يوفنتوس منصباً بشكل أساسي على عقدته القارية ودوري أبطال أوروبا، وعليه تخطي فياريال الإسباني في ثمن النهائي (22 الحالي ذهاباً و16 الشهر المقبل إياباً على أرضه) من أجل مواصلة الحلم بلقب عانده منذ 1996.-(أ ف ب)