صحيفة المجد

احن الى صحيفة المجد « .كانت صحيفة قومية وثورية ، وتنويرية . ولا انسى مقالات الزميل فهد الريماوي . ونهج الصحيفة التحريري المناهض للسياسة الامريكية التطبيع واتفاقيات السلام العربية مع اسراي?يل ، والانفتاح العربي على الطريقة الامريكية .

و اذكر من ايام المدرسة كنت حريصا اسبوعيا على شراء نسخة من عدد المجد الاسبوعي ، ومازلت حتى اليوم احتفظ في اعداد كثيرة من الصحيفة ، وفي احيان كثيرة اعود اليها كوثيقة صحيفة تورخ لمرحلة من الزمن الاردني والعربي .

و بقى الريماوي وفيا وقلما نابضا للدفاع عن الزعيم جمال عبدالناصر والمشروع الوحدوي العربي ، والتجربة الناصرية في مصر . واحياء في مقالاته روح الاشتراكية الناصرية والدفاع عن مشروع المقاومة العربي .

ما كانت المجد صحيفة نخبوية .. وتداولها كان اشبه بالعمل السري وزمن البيانات ، قراءة المجد وجبة سياسية دسمة ، وصوتا مجاهرا ضد الرجعية والسلطوية والليبرالين الجدد ، وحملة رايات الفتح الامريكي والاستعمار الجديد في العالم العربي .

المجد اكبر من صحيفة .. وهي علمت اجيالا ، ولربما كثيرون مازالوا اوفياء لافكارها واخرون انسخلوا وتعروا حتى شعار التحول والتغيير والاصلاح .. وعلمت المجد اجيالا ان الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين .

من تربى على المجد يعرف ما هي القومية والعروبة .. ويعرف ما هي المعاني التاريخية للحرية والتحرر والاستقلال والتقدمية من منظور عربي ، وقبل ان تنحرف معاني هذه المفاهيم وتنقلب ، تتحول دبابة الاحتلال الى منقذ ومخلص ، وغزو الاوطان العربية وتدمير جيوشها ومو?سساتها الى تحرير على الطريقة الناتو والامريكان.

وكيف تحول الشهيد في فلسطين والاراضي العربية المحتلة الى قتيل وقتيل مشبوهة ومتهم في لغة السياسة والاعلام الجديد ؟

كانت المجد تنبه وتحذر وتعبىء وعي الجماهير من خطورة ما هو قادم على البلاد العربية .. وقبل ان تصل الدبابات الامريكية الى بغداد ، وقبل المو?امرة الكبرى على وحدة سورية وجيشها وموسساتها واقتصادها المكتفي والمنتج ، والبلد الواثب نحو نهضة في الانسان والاقتصاد والعمران .

الان ، المجد تصدر الكترونيا .. وما ذكرني ودفعني لكتابة هذه السطور عثوري على مقال لفهد الرماوي في ذكرى رحيل الزعيم جمال عبدالناصر ، وكم افطر قلبي ووجدي القومي ، وابكاني وسال دمعي من خيوط كلمات مبدعة وساحرة في استذكار زعيم الضرورة العربية «جمال عبدالناصر « .

ذلك هو الزمن الجميل في الاعلام الاردني .. ولم تكن المجد تبهر فقط الموالين والمويدين والمناصرين لاطروحتها السياسية والفكرية .. بل ، حتى المناوئين والفرقاء فكانوا يكنون احتراما وتقديرا كبيرا لصحيفة المجد وناشرها شيخ الاعلام فهد الريماوي .