الحوار .. و من ثم الحوار

استطلاع الراي الصادر عن مركز الدراسات الاستراتجية حول اهتمام الاردنيين بالسياسة الداخلية و الخارجية اظهر ان 25 % فقط متهمون بالسياسة، و يتابع اخبارها المحلية.
في رايي المتواضع صلب الازمة في الاردن سياسية ، والازمة الحقيقة تكمن في غياب الحوار العام .
ثمة قضايا وطنية ضاغطة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا غائبة عن طاولة الحوار .
الحوار ليس عنوانا و اسم لتجميل و مكياج سياسي لاي اجتماع و لقاء ، و لغايات الاستهلاك لا اكثر و لا اقل .. الحوار يقوم على التنوع الطبيعي في المجتمع و امتلاك ادوات و تصورات و خبرات قادرة على بناء توافقات و الخروج من مربع العدمية و اللامبالاة العامة.
من قال ان الاردنيين ليسوا مشغولين في قضاياهم العامة من سياسة و اقتصاد و معيشية و حريات ، هم يومي مطبق على تفاصيل عيشهم ، و قلق فظيع من البطالة و الفقر و تدني الخدمات.
.. الناس على شبكات التواصل الاجتماعي يبثون همومهم و شكواهم ، و قضاياهم ، و لربما ثمة طارئ وتحول في بنية المجتمع الاردني و تحول من جرائم عنف مستجدة و انتحار و فقر عنيف ، و انفلات في التسول ، وفضح لقضايا فساد اداري و رشاو.
وما اكثر حاجتنا اليوم للحوار .. انصاف الحوارات لا تنتج حلولا و معالجات .. و النصف في السياسة حالة معطلة و رمادية ، و لا العن من الرمادي في السياسة ، ينتج توهانا و ينتج فوضى ، و ينتج حالة من العبثية والعدمية العامة .
وما هو اخطر ايضا في السياسة فقه و عقيدة الولاء على مبدا و معيار مع او ضد .
الحوار يقوم على الاقناع و تضاد الافكار و اختلافها ، وسياسة الاملاء و الطاعة لا تنتج حوارا قويما وازنا ، وحوارا يحل المشاكل و يضع البلاد على سكة الصواب و السلامة الوطنية .
الناس مضغوطون و مقهورون ، وما يطرح الناس من اراء و تبادلونها على السوشل ميديا وغيرها لا تخضع الى دراسة ومراجعة ، و لا تولى اي اهتمام من الجهات الرسمية .
الاردنيون غارقون في وحل اسئلة السياسة ، لماذا وصلنا الى هذا الحال ، وكيف وصلنا و من اوصلنا ؟ اسئلة لا متناهية في عارض ازمة مفرداتها ضاغطة على يوميات الاردنيين .
غياب الحوار و الانفتاح الاعلامي حتما يولد نتيجة استطلاع الرأي العام وان 25 % من الاردنيين مهتمون بالسياسة ..ولكن بالوقت نفسه تتفجر اسئلة كبرى عميقة حول الراهن والمستقبل