المحامي معن العواملة يكتب .. القيادة تصنع المعجزات
المحامي معن عبد اللطيف العواملة
يسؤد الاعتقاد بان دور الحكومة في تراجع و ان مكانه في المقعد الخلفي لعربة التنمية. الا أن الاجراءات المتخذة في الفتره الاخيره قد اعادت الاعتبار للقطاع العام و للادارة الحكومية ولو بشكل تدريجي . الحكومة هي حامية المجتمعات و رافعة التنمية، مع عدم الانتقاص من دور القطاع الخاص او مؤسسات المجتمع المدني . فبلاد العالم التي تشجع الاستثمار و تدعم المؤسسات المدنية ، يزداد فيها أهمية دور الحكومة في مجالات الرعاية الصحية و الخدمات التعليمية ، و كذلك في التشريعات الادارية و المالية و الضريبية ، اضافة الى مكافحة الفساد و تطبيق القانون .
مع وجود بعض الاحباطات ، الا ان اداء العديد من الدوائر الحكومية قد تحسن في الاونه الاخيرة. فقد طبقت قياداتها مبادىء الادارة الحديثة الفعالة و عملت من اجل الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها . و حتى تستوى عملية انعاش الاقتصاد الاردني بكافة قطاعاته ، لا بد من الالتفات السريع الى تطوير كافة الدوائر الحكومية ذات التماس المباشر مع الناس و اصحاب الاعمال و أن يكون هناك دور أكبر للاداره الحكومية بحيث تعمل على تغيير أدوات التغيير التي تستخدمها لعمل الحكومة و العمل على تسريع المنجزات وتحديد الأولويات بوضوح ، فالخطوط الامامية للحكومة هي من اهم محركات الاقتصاد .
سيعتمد المستقبل في قادم الايام و بشكل كبير على الاستثمار الحقيقي في القطاع العام و الادارة الحكومية و ليس التقتير عليهما . الادارة الحكومية هي عماد التنمية و قاطرتها الرئيسية، و من الاولويات الاعتناء بها، و اعادة تشكيلها بما يضمن الكفاءة و الفعالية . فالتجارب العالمية تؤكد بأن القيادة تصنع المعجزات. القيادات الحكومية يجب أن تكون على قدر المسؤولية و لا تضع يدا فوق يد و تردد "الله يستر، و اللي بنقدرعليه بنعمله". من هنا ادعو كل مسؤول لا يوظف خبرته الإدارية، ولا يستدعي روحه القيادية، لخدمة أهداف و استراتيجة دائرته ان يراجع نفسه، فهو بذلك يفقد لب القيادة .
تحية لكوادر و قيادات الادارة الحكومية الاردنية و التي تزخر بالكفاءات و تعج بالموارد. النظرة السلبية للادارة الحكومية لن تحقق النقلات النوعية التي نطمح لها. الابتكار في الادارة الحكومية هو المستقبل، لنعمل بقلب واحد و عقول عديدة، و لنثق بأنفسنا وننطلق