أبو حمدية: طاهية تناضل لإحياء المطبخ الشعبي الفلسطيني
رام الله والخليل (الضفة الغربية) ـ رويترز: فداء أبو حمدية طاهية فلسطينية تناضل من أجل قضية بلدها، لكن على طريقتها وفي مجال تخصصها.. فهي تقف مع عدد من الطلاب الفلسطينيين في أحد المطابخ في مدينة الخليل لتعليمهم المطبخ الشعبي الفلسطيني بلمسة إيطالية.
ولدت فداء في الخليل عام 1982 ودرست الطهي في جامعة بادوفا في إيطاليا لكنها تعلمت الأساسيات من أمها وجيران أمها وحارتها.
وعادة ما تتفجر خلافات ثقافية شرسة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي دول أجنبية عندما توصف الأطباق الفلسطينية خطأ بأنها إسرائيلية. وأشارت فداء إلى وجود ارتباط بين الأكل والهوية الوطنية بالنسبة للفلسطينيين.
وحول السبب في سعيها لإحياء الأطباق التقليدية أو الشعبية الفلسطينية قالت فداء أبو حمدية «أولا لأني رأيت إسرائيليين يبيعون وينشرون أكلنا الفلسطيني، على إنه إسرائيلي، فهذا شئ يستفز الفلسطيني ويغيظه، فيصبح رد فعله هو: هذا أكلنا».
وأضافت «كما تعلمنا اللغة العربية، لغة الأم، أكلنا أكل الأم، وهذا أكلنا الذي تعلمناه من الأم سواء أُمنا التي تعلمنا منها اللغة أوأُمنا الأرض التي هي فلسطين». وبعد عودتها من إيطاليا إلى الضفة الغربية، نشرت الطاهية فداء البالغة من العمر 40 عاما كتابا عنوانه «المطبخ الشعبي الفلسطيني» وضمنته العديد من الوصفات يهدف إلى الترويج لتراثها، وهذه الوصفات متاحة أيضا على صفحتها على إنستغرام.
وعن ذلك قالت»بعد ما رجعت إلى فلسطين مع مجموعة من الأصدقاء ألّفت كتاب عن المطبخ الفلسطيني وهذا الكتاب كان رحلة وليس مجرد وصفات عن المطبخ الفلسطيني، تحكي لك عن المواصلات التي تأخدها من الخليل لجنين.. وبهذه الخطوات كان الأكل هنا وسيلة أحكي بها عن فلسطين وكيف أننا كفلسطينيين نعاني». وفيما يتعلق بالمصادر التي تستقي منها مكونات وصفات الأكلات التقليدية التي تسعى لإحيائها والحفاظ عليها قالت فداء «مصدري الأول هو أمي وجارات أمي وحارتنا لأنه كان أول شئ كتبته اعتمدت فيه على النقل الشفوي للطبخات لأن هناك كتب لكنها قليلة جدا. فكانت أمي وجارتنا ثم توسعت الدائرة صارت ناس أتعرف عليهم حتى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي».
وتوضح فداء أنها تسعى لاستغلال المطبخ في التعليم كما تفعل مع ابنتها قائلة «أنا أصلا أستخدم الطبخ والأكل مع بنتي للتواصل والتعليم، نحن في الدار نحكي إيطالي عشان أنا بدي أعلم بنتي لغة غير التي تتعلمها في المدرسة، فاستخدم الأكل كثيرلأعلمها».