غزة تستعد لـ”فعالية كبرى” في “يوم الأرض”
غزة- "القدس العربي”: تستعد الهيئة الوطنية التي شكلت في قطاع غزة، لمساندة سكان مناطق الـ48، البدء قريبا في تنظيم فعاليات شعبية كبيرة، مساندة لسكان تلك المناطق، الذين يعانون من سياسات عنصرية تنتهجها حكومة الاحتلال، بما في ذلك تنظيم فعالية مركزية يوم 30 مارس الجاري، الذي يصادف إحياء الفلسطينيين لذكرى "يوم الأرض”.
عودة فعاليات الحدود
وحسب المعلومات التي يؤكدها مسؤولون في الفضائل المشاركة في تلك الهيئة التي شكلت السبت في القطاع، فإن من بين المقترحات الحالية إقامة فعاليات شعبية في "مخيمات العودة” الواقعة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والقريبة من السياج الفاصل عن الاحتلال، على غرار ما كان الوضع عليه سابقا في العام 2018.
وأكد أحد قادة الفصائل، أن اختيار "مخيم العودة” الواقع شرق مدينة غزة وتحديدا في منطقة ملكة، للإعلان عن تأسيس الهيئة الوطنية لمساندة أهالي الداخل المحتل، يحمل رسائل مهمة، بأن تلك المخيمات ستشهد العديد من الفعاليات الشعبية، الرافضة لخطط الاحتلال الرامية لترحيل سكان مناطق الـ48، والتي تؤكد أيضا مدى الوحدة بين الفلسطينيين في كافة المواقع والأماكن.
وكانت هذه المخيمات تشهد فعاليات ضمن "مسيرات العودة وكسر الحصار” التي انطلقت في 30 مارس من العام 2018، رفضا للحصار المفروض على قطاع غزة، وتوقفت هذه الفعاليات الشعبية منذ بدايات العام 2020، لكن الفصائل نفذت عدة فعاليات متفرقة العام الماضي، وتحديدا بعد انتهاء الحرب الأخيرة، رفضا لاستمرار قيود الحصار، وعادت وأوقفتها بناء على طلب الوسطاء، الذين وعدوا بتحسين أوضاع غزة المحاصرة.
لكن ولغاية اللحظة ورغم اقتراب مرور عام على الحرب الأخيرة، لم تبدأ عملية إعمار المنازل التي دمرت كليا، كما لا تزال إسرائيل تفرض الكثير من القيود على سكان غزة، مقابل وعود بتحسينات بسيطة، ما يجعل شرارة انفجار الغضب الشعبي واردة في كل وقت.
وبالعودة إلى الفعاليات المنوي إقامتها، فقد علمت "القدس العربي”، أنه ولغاية اللحظة لم تقر بعد شكل تلك الفعاليات الشعبية المساندة لمناطق الـ48، لكن هناك توجهات بأن يكون بعض تلك الفعاليات، وخاصة الفعالية الكبرى "يوم الأرض” تحمل إشارات قوية على عدم رضا قوى غزة على ما يدور من عمليات تهجير وقمع لسكان الـ48، كما حدث العام الماضي، حين تدخلت المقاومة في غزة لنصرة القدس، وعلى أن تحمل تلك الفعاليات الشعبية المنوي تنفيذها إشارات أخرى مماثلة رفضا لاستمرار الحصار.
ولا يستبعد أن تكون من بين الفعاليات العودة لأساليب "المقاومة الشعبية الخشنة”، التي كانت سائدة سابقا، حيث كان الشبان المشاركين في فعاليات "مسيرات العودة وكسر الحصار” يطلقون "البالونات الحارقة والمتفجرة” ويقومون بقطع السياح الحدودي، وذلك إلى جانب التظاهرات الشعبية الحاشدة قرب الحدود.
ومن المقرر أيضا أن يحري تنظيم فعاليات في مراكز المدن، كما يجري بحث إقامة فعاليات مساندة أمام مقرات المنظمات الدولية في قطاع غزة.
اجتماع لإقرار الفعاليات
وفي هذا السياق قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب لـ”القدس العربي”، إن الهيئة المشكلة ستجتمع هذا الأسبوع، لإقرار برنامج الفعاليات التي ستنظم دعما لسكان الـ48، لافتا إلى أن البرنامج سيشمل فعاليات شعبية وجماهيرية وثقافية وقانونية أيضا.
القيادي شهاب لـ”القدس العربي”: هيئة مساندة الـ48 ستجتمع وتقر برنامج وشكل الفعاليات
وأشار إلى أن ذروة النشاط المركزي سيكون يوم 30 مارس الجاري، الذي يصادف "يوم الأرض”، حيث ستترافق الفعاليات في قطاع غزة، مع فعاليات أخر تنظيم في مناطق الداخل المحتل، بعدما قررت لجنة المتابعة العربية إقامة نشاطين مركزيين هناك.
وأوضح القيادي في الجهاد لـ”القدس العربي” أن هناك اتصالات أخرى تجرى حاليا من أجل أن تكون هناك فعاليات مشتركة تقام في الضفة الغربية ومناطق الشتات.
وسألت "القدس العربي” شهاب إن كانت الفعالية المركزية يوم 30 الجاري، ستحمل الطابع الشعبي الغاضب، بالنزول إلى مناطق الحدود والدخول في مواجهات مع الاحتلال، فأكد أن الهيئة حين تجتمع ستقرر شكل تلك الفعالية، إن كانت في منطقة "مخيم ملكة” شرق مدينة غزة، أو في "مخيمات العودة الخمس” المقاومة على الحدود، كما ستقرر شكل تلك الفعالية.
وأكد أن هذه الفعاليات ستتصدى لمخطط الاحتلال الكبير الذي يستهدف الداخل المحتل، لافتا إلى أن الهيئة المشكلة ستدعم كل فعاليات مواجهة الشعب الفلسطيني للاحتلال في الداخل والقدس والضفة الغربية.
وكانت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، وممثلين عن منظمات مجتمع مدني، أعلنوا عن تشكيل "الهيئة الوطنية للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل”، في وجه الهجمة الإسرائيلية ضدهم.
ومؤخرا قامت سلطات الاحتلال بتنفيذ مخططات كبيرة لترحيل هؤلاء السكان، كان أبرزها ذلك المخطط الذي يستهدف منطقة النقب، علاوة عن عمليات هدم متواصلة لمنازلهم في عدة مناطق، بالإضافة إلى المضايقات والاعتداءات التي يتعرضون لها بشكل يومي، وقبل يومين أقر "الكنيست” الإسرائيلي قانون "المواطنة” العنصري، الذي يحرم الفلسطينيين القاطنين في مناطق الـ48 من إحضار زوجاتهم أو أزواجهم القاطنين في الضفة الغربية أو قطاع غزة، بما يؤكد استمرار حكومة الاحتلال في تنفيذ سياسة "الفصل العنصري” والتمييز ضد الفلسطينيين، وهو أمر أكدته منظمة العفو الدولية "أمستي” في تقرير شامل لها صدر قبل أسابيع.
وقد مررت الحكومة الإسرائيلية قانون "المواطنة”، الذي يشمل بند منع لم شمل عائلات فلسطينية فيها أحد الزوجين من سكان الضفة الغربية أو قطاع غزة، بعد مصادقة الهيئة العامة للكنيست عليه، بالقراءتين الثانية والثالثة بالتعاون بين الائتلاف الحكومي وبين جهات صهيونية في المعارضة، حيث قوبل القانون بانتقاد فلسطيني حاد.
وكان خالد البطش منسق القوى الوطنية والإسلامية في غزة، قال خلال الإعلان عن تشكيل الهيئة مخاطبا أهالي الـ48 "نحن معكم ومقاومتكم معكم لنؤكد أن أرواحنا معكم وأجسادنا معكم وسلاحنا هنا ولن نسمح لأحد من النيل من كرامتنا أو طمس هويتنا”.
إلى ذلك فقد قال رئيس الهيئة التي شكلت لدعم سكان الـ48 محسن أبو رمضان "إن تشكيل الهيئة يعكس حالة الإجماع الوطني حول الانتصار لعدالة القضية”، لافتا إلى أنه سيكون هناك فعاليات شعبية واسعة في ذكرى "يوم الأرض”.
وأضاف أن تشكيل الهيئة يعكس إجماع الكل الوطني والمساهمة الفاعلة لغزة في تفعيل الهوية الوطنية الجامعة، وأكد أن سياسة الاحتلال بالاستفراد بشعبنا وتشتيته وعزله "لن تنجح”، وأشار أبو رمضان إلى أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني "سوى الكفاح الوطني في وجه الاستيطان والحصار والتطهير العرقي”، وندد في ذات الوقت بـ”إزدواجية المعايير الدولية” في التعامل مع الأزمة الروسية والاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
حملة وطن واحد
وفي السياق، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن اجتماع للقوى الوطنية في غزة لدعم الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل "يشكل حالة إسناد لهم، ويثبت بأن شعبنا لا يمكن تجزئته”، واصفا الاجتماع الذي حضرته كل القطاعات الأهلية والشعبية والقوى الفاعلة على الساحة الفلسطينية بـ”التاريخي”، لافتا إلى أنه جاء للتباحث حول سبل دعم النضال للفلسطينيين في الداخل المحتل الذين يتمسكون بالهوية الوطنية، مؤكدا أنه ستكون هناك فعاليات لدعم شعبنا، خاصة فعاليات إحياء ذكرى "يوم الأرض”.
وفي أولى فعاليات الدعم لسكان الـ48، شارك نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في حملة تغريد، على وسم (وطن واحد)، حيث كتب وليد أبوم شايخ على صفحته على موقع "فيسبوك” يقول "فلسطينيو الداخل المحتل ليسوا وحدهم”، فيما كتب إسلام أبو ندى يقول "فلسطين التاريخية من رأس الناقورة إلى أم الرشراش”، أما بلال أبو إسماعيل فكتب "المقاومة لن تترك أهل الداخل يواجهون التهجير وحدهم”.
وكتب يوسف أبو المجد على "تويتر” "فلسطين يدا بيد وطن واحد”، فيما كتبت فدائية فلسطين، بعد أن وضعت صورة لطفل وهو يقف أمام جنود الاحتلال خلال تصدي أهالي النقب لمخطط ترحيلهم "هنا يكبر الأطفال على حُب الأرض، هنا النّقب”.