الاحتلال يحول الأقصى إلى ثكنة عسكرية
نادية سعد الدين
عمان – فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، طوقاً أمنياً مشدداً على البلدة القديمة وعند أبواب المسجد الأقصى المبارك، في القدس المحتلة، لتسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد واستباحة ساحاته، في ظل تصدي الفلسطينيين الذين احتشدوا للدفاع عن الأقصى وحمايته.
وعلى وقع الدعوات الفلسطينية لحشد جماهيري واسع اليوم في صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى، لصد اقتحام المستوطنين لباحاته، فقد كثف الاحتلال اجراءاته وتعزيزاته الأمنية في القدس المحتلة، التي حولها، بعناصره المنتشرة ضمن أحيائها وطرقاتها، إلى ثكنة عسكرية مغلقة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة”، بحماية أمنية مشددة من شرطة الاحتلال، وذلك للإحتفاء باليوم الثاني لما يسمى "عيد المساخر” اليهودي.
وضيقت قوات الاحتلال على الشبان الفلسطينيين دخول الأقصى والتواجد بكثرة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، ولاحقتهم واعتقلت عدداً منهم، مما أدى إلى وقوع الاشتباكات بين الطرفين.
بينما فتحت "باب المغاربة” أمام اقتحامات المستوطنين للمسجد، وزجت بعناصرها إلى ساحات الحرم القدسي الشريف، لتوفير الحراسة الأمنية للمستوطنين خلال اقتحام ساحات الأقصى، بقيادة الحاخامات بزيهم التوراتي، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية المزعومة في باحات المسجد وأمام قبة الصخرة المشرفة وفي المنطقة الشرقية منه.
وكانت ما يسمى منظمات "الهيكل”، المزعوم، قد دعت إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى "عيد المساخر” اليهودي؛ الذي ينتهي اليوم.
جاء ذلك بالتزامن مع مصادقة الاحتلال على خطة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، ضمن مساحة إجمالية تبلغ حوالي 7 دونمات، لإقامة 240 وحدة استيطانية ومنشآت تجارية استيطانية تستهدف تهويد المدينة، وتغيير معالمها، ومنع تواصلها مع بقية أنحاء الأراضي الفلسطينية.
وفي الأثناء؛ أكد نائب المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاتحاد الأوروبي، كارل هالرجارد، استمرار الدعم المادي السنوي المقدم من الاتحاد الأوروبي للحكومة الفلسطينية، وسيتم تحويل الأموال في أقرب فرصة ممكنة.
وشدد هالدجارد، خلال الحوار السياسي الذي ترأسه من الجانب الأوروبي، مع وكيل وزارة الخارجية والمغتربين أمل جادو التي ترأست الجانب الفلسطيني، أول أمس في بروكسيل، على استمرار الدعم السياسي والاقتصادي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للحكومة والشعب الفلسطيني خاصة في ظل جائحة كورونا، وكذلك التزامه بحل الدولتين والسلام الشامل في المنطقة.
وأكد موقف الاتحاد الأوروبي الثابت الرافض للاستيطان الإسرائيلي، وعمليات الهدم التي طالت مشاريع أوروبية في الأراضي الفلسطينية.
بدورها، استعرضت جادو، الانتهاكات الإسرائيلية اليومية والمستمرة، والمتصاعدة في الأرض الفلسطينية المحتلة، محذرة من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، بخاصة في مدينة القدس، لاسيما حي الشيخ جراح وسلوان، بهدف تهجيرهم من منازلهم.
وأطلعت جادو الجانب الأوروبي على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة في ظل استمرار الحصار وجائحة كورونا، والانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، داعية إلى توفير الحماية للأسرى بما يتفق مع الاتفاقيات الدولية التي تخص حقوق الأسرى.
وحثت، الاتحاد الأوروبي على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، مشددة على أن غياب المحاسبة الدولية الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي يشجعه على الاستمرار في انتهاكاته للقانون الدولي، مطالبة باتخاذ موقف حقيقي فيما يخص إنهاء الاحتلال ووقف خرق القواعد والقوانين الدولية.
وأكدت أهمية العلاقة التي تجمع الاتحاد الأوروبي ودولة فلسطين وتقدير الدعم المستمر الذي يقدمه، إضافة للتعاون الذي يجمع الطرفين في مختلف القطاعات وعلى أهمية مواصلة تقديم الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مثمنة الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي للحكومة والشعب الفلسطيني خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها الحكومة الفلسطينية.
وشددت على أهمية دعم حل الدولتين من خلال اعتراف الدول الاعضاء بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، والبدء بمفاوضات رسمية للوصول إلى اتفاقية شراكة كاملة بين فلسطين والاتحاد الأوروبي.