وصفة الفرح السرية
سعيد الصالحي
الله يرحمه "أبو فلان" والله راح خطف الله يصبر أهله، في لحظة واحدة غادر "أبو فلان" حياته التي تشبه حياتنا، غادرنا "ابو فلان" تاركا خلفه القروض وايجار البيت وفواتير الكهرباء ومنصات الدعم الحكومي، ولم يتسن له أن يعرف عدد المتتخبات العربية التي تأهلت إلى مونديال قطر، ومنذ وفاة "أبو فلان" وانا أفكر هل مات "أبو فلان" من كثرة الهموم البسيطة التي تتجمع داخل كل واحد فينا لتصبح أكبر من هرم خوفو؟
فهرم الخوف والقلق هذا لم يكن يوما جسرا يعبر بنا نحو السعادة بل هو نفق مظلم كلما تقدمنا به زاد الضغط وارتفعت الحرارة وأصبح التنفس يتطلب جهدا ومهارة وكذلك لهذا النفق سحر يفوق سحر خاتم سيد الخواتم فلن تتمكن من الخروج منه بعد أن تقع تحت تأثير سحره ، فمنذ متى أصبحت هذه الهموم البسيطة تؤدي إلى الوفاة وتسبب الموت؟
هذا الفرح الذي بات من الذكريات والذي نشيع جزء منه كلما شيعنا أحدنا إلى مثواه الأخير، فلم يتبق منه إلا ظلاله كما تتبقى ذكريات من رحلوا، فلماذا لا نورث الفرح لمن هم خلفنا عندما نموت بدلا من بعض الاموال وبعض الذكريات؟
من المسؤول عن أزمة الفرح التي نعيش؟ من الجائز ان يكون لنا ولثقافتنا وموروثنا يد في هذه الازمة، وكذلك من المؤكد أن للحكومة يد ورجل فيها، وللظروف الخارجية أكثر من يد.
فإذا كنا غير قادرين على صناعة الفرح لاننا لا نمتلك تفاصيل خلطته السرية، وهو الشيء الوحيد الذي لم تسعفنا ثقافتنا الاستهلاكية على استيراده من الصين، فهل كيفية صناعة الفرح بطريقة يدوية وتقليدية باتت لغزا مشفرا أخفته الأيام في مكان ما في هرم خوفنا ويتطلب اكتشافه علماء الآثار أكثر من رجال الاقتصاد والسياسة وعلماء الاجتماع.
يا جماعة والله نفسنا نفرح