اختراق "إخواني" لأزمة المعلمين الاردنيين لاستعادة بريق "اخوانهم" في مصر

المحرر السياسي - في مشهد ازمة المعلمين، خرج المشهد من صورة احتجاج ومطالب الى ما يشبه سباق المصالح، وركوب الموجات في جانب اخر، بيد ان اختراقات سافرة وجلية اعتلت الأزمة والتي دخلت اسبوعها الثالث .
 

نحو ثلاثة اسابيع والمماطلة قائمة بين الجانبين، الحكومي والمعلمين، بين تعنت وتشدد الى ان وصل اليه االحال الى ساحة اشتباك بالخطابات والتصاريح، والحصيلة، توقف المسيرة الدراسية ودون ادنى مسؤولية من حكومة استيقظت باللحظات الاخيرة لتثبت نفسها بعد "احتراق اخر اوراقها" وبين نقابة معلمين شرّعت جبهتها على نظام الفزعة، ليتسلل كل صاحب مشروع تصفوي ضد شخوص الحكومة، وكل صاحب اجندة وصولا الى اخونة " خطاب المعلمين برمته .

لا نكيل الاتهامات جزافا، وقد وسمت المهرجانات الخطابية التي نفذتها النقابة بالفروع بلغة التشنج امام تعنت حكومي، في معادلة شد وجذب انعدمت فيها لغة الحوار تماما، بل وخضعت الازمة الى تيارات تحريضية يقودها "اخوانيون"،  وهو الامر الاخطر والذي دفع بالحكومة للتعامل مع الأزمة على انها استعادة نجم "الاخوان" وليس مع مطلب نقابي.

"المعلمين" بحالة الاختراق الاخواني،  اعطت الحكومة فرمانا شرعيا بعدم الاستجابة لمطالب منتسبيها، فحينما تخرج الناطق باسم الحكومة وزيرة الاتصال والاعلام جمانة غنيمات في موقف الرابح لتؤكد ان "المعلمين" لا تريد تفاوض او حوار، نعم خدمت نقابة المعلمين موقف الحكومة الهش الضعيف، وظهرت امام الشارع انها تريد ان تقاتل الناطور فحسب.

ومع الاقتحامات الحاصلة لخطاب الازمة برز واضحا اننا امام مشهد مكرور لازمات الشارع ذاتها التي تسيد فيها الخطاب الاخواني، فيما ترى البوق ذاته والعبارات ذاتها قادوا الازمة الى عصيان وتمرد، ودون ان يدروا انهم ادوات إختراق”  في صفوف المعلمين انفسهم.

المراقب العام، وتحت ترجيح نظرية اخونة الازمة، يستدل على ذلك، جراء اعتراف رموز اخوانية بحقيقة دحر وجودها من الشارع ، ومحاولتها فرض نفسها مجددا، لتلجأ بالظهور بمظهر البعيد عن الازمة، وما اعتذارها كقيادة اخوانية عن التدخل علنا لصالح المعلمين الا لحماية النخبة المسيطرة وصاحبة القرار في النقابة والمحسوبة على الاخوان، متعاملة بذكاء يقوم على تحريك بوصلة الازمة بالريموت كنترول، وبذات الوقت ضمان عدم اصطدام الصف الاول من نخبة النقابة مع عموم المعلمين الذين حتما سيرفضون اخونة ازمتهم، وهو ما حصل فعلا، وان كانت عملية اخونة الازمة اتخذت بقرار غير رسمي لقيادات الاخوان طالما هي من وراء حجاب .

العارفون ببواطن الازمة يؤكدون ما شهدته الازمة من قنوات اتصال بين رموز اخوانية للضغط على الإسلاميين بعدم تجيير الازمة او التدخل فيها، بيد ما تم تسريبه من تدخل النائبين نقيب المحامين الاسبق  صالح العرموطي والمقرب من القيادات الاسلامية،  ووزير التربية والتعليم الاسبق الدكتور عبد الله العكايلة رئيس كتلة الاصلاح ذات الصبغة الاخوانية يدعوان خلالها الى وقف اخونة الحراك والالتفات الى مصلحة الشارع والدولة والطالب.

العارفون ببواطن الامور ايضا، يؤكدون ان اخونة ازمة المعلمين ستقود البلاد والعباد الى ما يحمد عقباه، سيما وان المعلمين انفسهم لا يدورن باختراق ازمتهم ولا يعلمون بانهم ادوات ذلك الاختراق.

فليكف الاخوان عن مخططاتهم في تسخير ازمة المعلمين الى ما يخدم اجنداتها في المنطقة وليس الاردن ـ فالارن ليس محور صراع مع "الاخوان" كما في مصر وغيرها.. وتصفية حسابات "الاخوان الأم" بالمنطقة لا ناقة لنا به او بعير، وللحديث بقية يفهمه قيادات الاخوان ومن حذا حذوهم في تسخير امن البلاد والعبث يه لصالح تمتين جبهات الاخوان في الخارج !!!