بدي سماق بلدي في عيد العمال
بدي سماق بلدي في عيد العمال
.............
بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .
..............
أكلة المسخن لا يمكن أن تكون بدون سٌماق ودجاج وبَصل ، ولهذا فقد طلبت مني زوجتي أن أشتري لها سماق بلدي ، وأكدت لي مرارا وتكرارا على أن يكون السماق بلديا ، وذلك من أجل عمل إفطارنا الرمظاني من طبق المسخن .
بداية ذهبت لأشتري الدجاج فوجدت أن العامل الوافد هو الذي يبيع الدواجن في كل محلات بيع الدواجن ، ثم ذهبت لأشتري البصل فكان البائع عامل وافد آخر من دولة مختلفة ، ثم توجهت إلى المخبز لأشتري الخبز فوجدت أيضا أن البائع هو عامل وافد من دولة تختلف عن دول العُمال السابقين .
وأخيرا ذهبت لأشتري السماق من محلات العطارة الشامية ، فقلت للبائع : اريد ان اشتري سماقا بلديا ، فقال لي كم تريد ، فقلت له مؤكدا أنني أريده سماقا بلديا ، فقال لي : سماق من بلدك ، فسألته الست انت أردنيا ، فقال لي مستنكرا !!
انا أحمل الجواز الأردني .
ثم عدت وسألته أين ول وأين تعلم وأين يعمل ، وهلي يشعر أنه مظلوما في غير بلده .
الحقيقة المُرّة أخواني أنه لدينا تجمعات بشرية سكانية قدموا إلى الأردن في بدايات تأسيسه ، قد اكلت الأخضر واليابس سواء كان وظائف أو تجارة وعقارات وأراضي وامتيازات وإحتكارات ، ولا زالت تعتبر نفسها ليست من نسيج وجغرافية او ديمغرافية الأردن ، فلا هم اتقنوا اللهجة ولا اللبس الفلكلوري التراثي، ولا خدموا بالمؤسسة العسكرية التي تعمل على تعزيز الإنتماء والولاء للوطن والقيادة .
اجمل ما في الموضوع اننا في كل عام نحتفل بعيد العمال ، وأبناؤنا عاطلين عن العمل أو يعملون عند العمال الوافدين اذا تم قبولهم والذين ليسوا من منشأ سمّاقنا .
سمّاقَنا بلدي لكنه ليس بأيدي بلديه أو وطنية.