ولكن لا دلائل عندي
لا يكاد يخلو مساء أردني من دون مشاجرة كبيرة أو مقتل شاب أو جريمة تقشعر لها العقول قبل الأبدان ..وما يكاد الأردني يقنع نفسه بالنوم بعد سلسلة العنف المجتمعي حتى يصحو على قصص جديدة من هذه النوعية ..!
نحن يا سادة نفطر مع خبزنا جريمة ..و نتغدى مع صحوننا قناوي و أمواس و إطلاق رصاص ..ونتعشى مع (دايتنا إذا كان لنا دايت) غرف انعاش و قبوراً جديدة تُفتح كل يوم ..!
و تظل الأسئلة تدور لأنها بلا إجابات عميقة ..اسئلة كوميات كوميات كما تقول النساء الجديدات ..! من جعل الأردني (إيده و الهْواة) ..؟ من الذي جعل الأردني واصلة معه (لهون أو لهان ) ..؟ من الذي اقنع الأردني أنه إذا (طقيته على خشمه يفقع) ...؟ من الذي أيقظ الأردني من نومه و سحبه من فراشه و أخذه مشواراً قصيراً بعد أن أغراه بالسمن و العسل و لم يعد الأردني إلاّ بكسورٍ ورضوض و أدوية لا حصر لها ..؟
من ومن ومن ..؟ وألف من مثل هذه (المنّات) الجارحة و الخانقة ..! من الذي جمّع أعصاب الأردني (عصباً عصباً) ووضعها تحته ليصبح الأردني كلّ وقته (قاعداً على أعصابه) ..؟ من سحب أنفاس الأردني الطويلة و أبقى له اللهاث الكوني وهو يحمل أعلى الشهادات و لديه من الخبرة ما تشهد به البلاد العربية التي عمّرها وما زال يعمرها ..؟؟!
كل يوم يزداد خوفي ..يزداد انبطاحي في عوالم مجهولة ..إن خرجتُ من البيت دعوتُ الله خائفاً أن أسلم ..وإن عدتُ حمدتُ الله فرحاً إن سلمت..!