حضور لموكب الغياب تحية لصناعه..

مسلسل حضور لموكب الغياب حقق نجاحا فنيا دراميا ، وجماهيريا مبهرا بكل المقاييس .

من غير المعقول ان لا نحتفل كتابة في عمل درامي تاريخي يوثق فنيا لهزيمة 67 ، والنزوح الفلسطيني ومعركة الكرامة ، وعلاقات الانسانية لما بعد النكبة بين الاردن وفلسطين .

اجد في النجاح الذي حققته شركة امالكو للانتاج الفني وشركة طلة الاردن ، ومالكها المنتج والكاتب الدرامي سيف الدين عبدالعزيز واخرون من

صناع العمل الدرامي حالة لنقول ان في الاردن حالة انتاجية شبيهة لحالة شركة الشام للانتاج الفني «السورية « وشركة سورية الدولية للانتاج الفني ، العدل جروب في مصر ، واستديو مصر الذي اسسه السياسي ورجال الاعمال الشهير طلعت حرب .

ولو راجعنا الاعمال الدرامية العربية التي عرضت في شهر رمضان ، فان مسلسل «حضور لموكب الغياب « يحتل صدارة الدراما العربية ، وتمييز وضعه في زاوية بعيدا عن المقارنة باي اعمال درامية اخرى غزت الشاشات العربية في الشهر الفضيل .

منتج ومؤلف مسلسل حضور لموكب الغياب سيف الدين عبدالعزيز اعلن في مؤتمر صحفي انه سيباشر قريبا في البدء بتصوير الجزء الثاني من المسلسل .

سيف الدين عبدالعزيز شبع من الغربة في المانيا - اكثر من 50 عاما - ومن المفروض ان يحمل عبدالعزيز على اكف الرعاية والدعم ، ولانه منتج انقذ واثرى صناعة الدراما في الاردن .

مسلسل حضور لموكب الغياب كان من المفروض عرضه في شهر رمضان على شاشة التلفزيون الاردني ، ومن دون عقد مقارنات مع اعمال درامية عرضها التلفزيون ، وسمعتم ما جلبت من لغط ، وسخط واستياء عارم بين الاوساط الفنية والنقدية ،و الاعلامية ، والشعبية .

و اعمال درامية ،لو كان هناك قرار حصيف لوقف بثها احتراما لاصل الحكاية والقصة ، وتاريخها ، وما تشكل لوجدان الاردنيين من قيمة رمزية وطنية .

في انتاج مسلسل حضور لموكب الغياب اعطى سيف الدين عبدالعزيز نموذجا لاردنة الانتاج الفني ، وفي الجزء الثاني من المسلسل يمضي نحو التوسع في اشراك فنانين وفنيي دراما ، وصناع للعمل اردنيين وفلسطنيين .

و من لم يصغ لما قاله سيف الدين عبدالعزيز عن الانتاج الفني وتجربة حضور لموكب الغياب واحياء الانتاج الدرامي الاردني ، فهو اعطى مثالا ان الفن ليس تجارة .

لقد ابدع عبدالعزيز في اعادة كتابة معركة الكرامة ، وانتاجها دراميا ، ومراحل من الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي ، واسهب بحنكة في بناء انساني درامي للصراع ، وابطال وفرقاء الصراع .

في مسلسل حضور لموكب الغياب وضع المشاهد امام عمل درامي تلفزيوني كل الاوصاف .. انتاج محكم ، واخراج مبهر ، ونص درامي ملحمي ، وفنانون اتقنوا ادوارهم ، وصورة تلفزيونية تحترم ذائقة المشاهد .

لا شيء يولد وياتي بالصدفة . وما حققه مسلسل حضور لموكب الغياب هو حصيلة ارادة وجهد لمنتج وكاتب عائد الى وطنه ، وقد شبع من الغربة ، ويحمل في راسه هما لمشروع انتاجي درامي تلفزيوني وسينمائي كبير .

و ما علينا ونحن نتكلم عن ثورة في الانتاج الدرامي تقودها شركة واحدة ومنتج واحد ان نسال عن الرعاية الوطنية للابداع والانتاج الدرامي ، وصناع العمل ليسوا طالبي مقاصد شخصية ، وانما هم طالبو تقدم وانتاج ونهوض بالفن الاردني ، ومجد لوطن عظيم .