النائب الرواشدة يكتب : شيرين ابو عاقلة أم الشهيدات..
سيبقى للحق صوته الذي لن تسكته رصاصات غدر اعتادت اغتيال الحقوق
شيرين أبو عاقلة الصوت الحر الجريء الذي اعتقد العدو انه آخر الأصوات في هذا الامة.
فمن اغتال حق شعب واقتلعه من أرضه لن يكتفي باي اغتيال، من اعتاد الاستهتار بكل القيم والمبادئ وخرق المواثيق لن يقف عند حدود، لا نعرف هل نرثي شهيدة الكلمة الجريئة وشهيدة كشف الحقائق امام زيف ادعاءات العدو، أم نرثي كرامة أمة لم يعد يحركها أي خرق وأي عدوان.
دافعت شيرين بسلاح أزعجهم وبكلمة حق قيلت في وسط ظلام الظلم، كانت السيف المشهر في زمن وضعت فيه السيوف في اغمادها حتى علاها الصدأ انتظارا للسلام الموهوم مقابل عدو لا يؤمن الا بالسيوف المشحوذة والمسنونة، لقد كانت هذا البطلة تحارب في معركة تعرف مسبقا نهايتها بيد عارية وعين ساهرة وهمة تلاحق الحدث حيث كان لا تعترف بان هناك خطرا اشد عليها وعلى وطنها من الاحتلال ذاته.
لم يكتف العدو بالقتل غيلة وغدرا كما هو طبعه، بل أراد ان يكسر إرادة شعب أراد ان يعبر عن ثقته بحقه بشتى الطرق، فامتدت يده الغادرة الى قدسية الأموات، فمن صلب المسيح ومن قتل الأنبياء لن يكون لديه أي قداسة حتى للموت والاموات، فالعدو المرعوب والجبان يخاف حتى من الأموات في اكفانهم ومن الشهداء في قبورهم، فالاعتداء على حرمة الأموات لم يعرفها شعب ولا دول الا هذه الطغمة التي تلطخت يداها بدم الأبرياء.
هل نرثي البطلة ابنة القدس وابنة بيت لحم وابنة فلسطين التي حملت هم القضية منذ خمسة وعشرين عاما وهي تنقل للامة وللعالم وفي أصعب الظروف معاناة شعب يرزح تحت أطول احتلال في التاريخ كان دافعها الايمان بان العدل لا بد ان يسود وان اشعال شمعة سينير ظلم النفق الطويل.
ونحن في الأردن عين فلسطين ورئتها نرثي هذه البطلة من موقع المؤمن بقدسية القضية التي من اجلها نقف مشاريع شهادة وفي رباط دائم حتى زوال اخر غريب عن ارضنا المقدسة وعن كل شبر من كل منطقة محتلة على امتداد الوطن الكبير.
ونحن اذ نقف اجلالا وتقديرا للشهادة والشهداء لنعزي أنفسنا في أمة هانت على نفسها فهانت على اعدائها معتقدة ان التطبيع يعدل او يبدل من الطبع الغادر لدى هذا العدو.
يا ابنة الوطن دمك الزكي لعنة على الغزاة ونعشك المهدور مس الامة ومشاعرها ومس كرامة كل حر وشريف يؤمن بان هذه الامة وان قل فعلها، سوف تعيد مجدها عاجلا ام اجلا.
لك الرحمة ولأهلك ومحبيك الصبر والسلوان، ولنا العزاء في قافلة الشهداء الممتدة عبر ساحات المجد والكرامة على مدى الوطن العربي الكبير.