احموا السياح الأجانب

تلطيش كلام وتحرش، وكلام بذيء،  ومن تحت الزنار .
صورة مؤسفة ومشاهد متكررة تسمع وترى .. مواطنون مختلون مرضى نفسيون، ويستهدفون بكلامهم البذيء  سياحا اجانب .
اعتبروني شاهد عيان ، والتقطت صورا صوتية من وسط البلد .. ولم اصدق ما سمعت، وقبل ان اخوض التجربة واسمع وارى بام عيني ، كنت اقول ان هناك  مغالاة ،  واستبعدت ذلك .
وما لا يعلمه اغلب المتحرشين ان السواح يعرفون العربية ، ويفهمون ما ينطقون به ، وان ثمة برامج ترجمة سريعة يشغلها السائح فور سماع الكلام .
وكيف تسيء الى صورة مدينة وتغتال سمعة قاطينها ؟ هل هذه هي عمان ؟ لا تتصور ان السائح يخاف ان يجلس في مقهى ، ويخاف ان يدخل الى مكان اثري وتاريخي هامشي وبعيد ، وقليل الحركة  .
اخطار التحرش  ومتسولو الاشارات والبسطات والاسترزاق والاستغلال والتنكيل في ضيوف المدينة وسياحها .. تعني نهاية وموت للسياحة .
و كانها رسالة تقول للسواح لا تاتوا الى بلادنا ولا نريدكم بيننا .
سب وقذف واحيانا يصل الامر الى تحرش كلامي جنسي .. جنون وحماقة يدفع ثمنها اقتصاد البلاد ، ويدفع ثمنها الاردن سياسيا ، وجنون من نوع سافل ومنحط .
و يغادر السياح ويعودون الى بلادهم ، وماذا سوف يقولون ويكتبون ؟ و ذات مرة قرات مقالا في جريدة ايطالية لسائحة زارت الاردن ، وتحدثت باسهاب عن وسط البلد ومطاعمه ومقاهيه وحواريه ، والنظافة وازمة المرور ، والتلوث البيئي ومخالفات السير .
وتحدثت في المقال عن باعة الصحف والكتب ، وعن مطعم شهير (الكت كات) ، وتناولها العشاء في مكان هادئ وامن ، ومفعم بروح العراقة والتراث ، ويقدم طعاما طيبا ولذيذا  .. وهذه الاوصاف وردت في مقال  السائحة الايطالية .
المقال ترجمه صديق لي يدرس في جامعة ايطالية .. وقال لي ان المقال تم تعميمه على روابط طلابية ايطالية ، وان المقال تم  تداوله على شكل واسع ، وكاتبة المقال من قادة الراي العام ، وناشطة حزبية وبيئة ،  وتكتب مقالات في صحف ومجلات ايطالية واوروبية .
ثمة ما يوجب اعلان حالة استنفار عام .. وتكثيف الجهود لحماية المدينة وسواحها من ظاهرة التحرش بالاجانب .. والانتظار قاتل وعدم اتخاذ خطوة سريعة في هذا السياق يعرض السياحة الى خطر .