الساحر (نتانياهو): النجاح والإخفاق
اسعد عبد الرحمن
اكتسب (بنیامین نتانیاھو) لقب «الساحر» في عدید الأدبیات السیاسیة الإسرائیلیة. وفي محاولاتھ لكسب الأصوات في انتخابات الكنیست (البرلمان الإسرائیلي) سعى (نتانیاھو) إلى شیطنة فلسطینیي 48 ،فـ «تمیزت» الانتخابات اللیكودیة التي قادھا شخصیا بالتحریض العنصري الممنھج ضد ھؤلاء الأخیرین. وقد قال بالحرف: «لا نقبل أن تكون الحكومة مستندة على أحزاب عربیة، معادیة للدولة، أحزاب ترفض مجرد وجود إسرائیل. أحزاب تعظم وتمجد (المخربین) .«ممن یقتلون جنودنا، مواطنینا وأولادنا. ھذا لا یعقل الحملة التحریضیة العنصریة التي شنھا (نتانیاھو) لم تستھدف فقط نزع شرعیة الناخب العربي فحسب، بل خوف (نتانیاھو) من إمكانیة حصول منافسھ الأول حزب «أزرق - أبیض» على دعم «القائمة المشتركة» العربیة، وھذا ما حصل، رغم رفض ّ «التجمع الوطني الدیمقراطي» أحد أطراف «القائمة المشتركة» دعم (غانتس) ما رجح كفة .(نتانیاھو) بعدد أصوات من أوصوا بھ لتشكیل الحكومة وبحسب «ھآرتس» قبل یومین فقط: «لم یحظ غانتس بتأیید یستحقھ من جانب القائمة المشتركة، بل جاء ذلك «بفضل» حكم نتانیاھو الفاسد والمفسد، والذي وسم العرب في إسرائیل بالعدو الداخلي، والطابور الخامس، والمتواطئین الخطرین مع الإرھاب». وتبقى حقیقة أن تحریض (نتانیاھو) المذكور فتح شھیة الفلسطینیین على التصویت. ففي مقارنة بسیطة: «كانت نسبة العرب الذین صوتوا في انتخابات نیسان الماضي 2.49 ،%فیما ارتفعت في انتخابات .«أیلول إلى 1.59 ،%بینھم 3.82 %صوتوا للقائمة المشتركة في السیاق، وعلى نحو لافت، أشارت أسرة تحریر «ھآرتس«: «یواصل نتانیاھو عمدا المطابقة بین كفاح الأقلیة العربیة في اسرائیل من أجل المساواة وبین الارھاب، وكأنھما أمر واحد. ھذا تحریض منفلت العقال ودعایة كاذبة ضدھم، اضافة الى رائحتھا القومجیة العنصریة التي تنم عنھا فانھ یستخدمھا كاستراتیجیة ھدفھا منع معسكر الوسط - الیسار من تشكیل حكومة. یحاول نتانیاھو.. تشكیل حكومة یھودیة (طاھرة)!!». من جھتھ، قال المحلل السیاسي الإسرائیلي (یوسي فیرتر): «لم نشھد قط معركة انتخابیة عنیفة، وكاذبة، وعنصریة، وتحریضیة، مثل تلك التي أدارھا .نتانیاھو شخصیاً في الأیام الأخیرة، قام الرجل بھجوم جنوني، مرضي تقریباً، قوامھ القفز والأكاذیب على جمیع المستویات - الافتراضیة والمادیة... المجرم یبقى مجرماً، ویبدو أن ذلك في دمھ». وختم: «لقد ازدادت حدة التحریض المجنون لیس فقط ضد الأحزاب العربیة بل ضد ملیوني مواطن أوفیاء - بحیث ساھم بصورة مباشرة في رفع نسبة التصویت في .«المجتمع العربي لقد انتھت الانتخابات الإسرائیلیة بفشل تكتل (نتانیاھو) في تحقیق الـ (61 (مقعدا التي یحتاجھا لتشكیل حكومة ملامحھا حتما لن تكون مختلفة عن سابقاتھا، وإن كنا غیر متفائلین بأن الحكومة القادمة ستكون أفضل سواء كانت كلیا برئاستھ أم لا. وفي السیاق، الأمر الأھم في المسألة كون فلسطینیي 48 قد باتوا یشكلون القوة الثالثة في الكنیست. وھذا الإنجاز .یحتاج منھم العمل الدؤوب، وفق برنامج وطني واضح، كي تترجم نتائجھ فعلیا على الأرض د. اسعد عبد الرحمن