وصفي المحادين 

 

ونحن نحتفل اليوم بأهم مناسبة وطنية إلا وهي عيد الاستقلال لمملكتنا الحبيبة والتي تعتبر من اعظم واكبر المناسبات الوطنية وعلى اعلى درجات الأهمية ومن اهم المحطات التاريخية لما تمثله هذه المناسبة من الرمزية وتعتبر اللبنة الرئيسة لمرحلة الصمود والبناء للوطن والأردنيين

ودائماً ما اسأل نفسي واستحلفكم من أحق منا كأردنيين بأن يحتفل بوطنه ويفتخر به ونحن نشاهد من حولنا دولاً تنهار ومجتمعات تتحطم وحدود تكسر وحروبا لم تترك خلفها سوى الدمار 

من كان يعتقد أن الأردن هذه الدولة الفتية و الصغيرة كان من الممكن ان تجتاز امتحان البقاء وقد تآمر عليها الكثير من الدول بدأت من الحرب العالمية الأولى وحتى مرحلة التأسيس وكانت مطمعاً ومطلباً للصهاينة فكم من مرة ارادوه وطناً بديلاً لفلسطين وكم من مرة دفع ثمن مواقفه العروبية الداعمة للقضية الفلسطينية وكم من مرة حاولوا نزع الوصاية الهاشمية عن المقدسات الاسلامية ومع ذلك بقي الأردن وخلال تلك المراحل تدور حوله الشكوك بالاستمرار والديمومة على مواقفه ولم يقدم ابسط التنازلات الى أن اثبت انه عنوان الصمود في وجه كل اشكال الاستعمار والمدافع عن قضايا الامة العربية والاسلامية وفرض وجوده ليتحول من دولة مستهدفة الى دولة تلعب دور محوري ورئيسي في عملية استقرار المنطقة 

أما اليوم فنجد أن الأردن بفضل الله وقيادته الحكيمة هو من صمد بإرادة أبنائه وعزيمتهم وإصرارهم فيما دول كبرى تنهار من حولنا حتى أصبح الأردن بالرغم من شح الموارد بمثابة واحة آمنة ومستقرة ودولة متقدمة على باقي الدول وقد استقبلت عدداً كبيراً من الأخوة العرب منهم اللاجئين ومنهم الباحثين عن فرص عمل ومنهم الباحثين عن حياة أفضل 

الأردن اليوم و في عيد استقلاله الـ76 أكثر صلابة وتماسكاً واكثر الدول استقراراً و أماناً بالرغم من المحيط الملتهب حوله وقد تحول خلال قرن من الزمن من قرى صغيرة إلى دولة لها دستورها الخاص حتى اصبح دولة مؤسسات وتحظى وبنسبة عالية من المهنيين والمتعلمين ومن الدول المصدرة للخبرات وقد رسمت وشكلت تلك الكفاءات صورة مشرقة عن الوطن في الداخل والخارج

من حق االأجيال الجديدة أن تعرف كيف رسمت حدود الوطن بدماء الشهداء الزكية ومن حقها أن تعرف تاريخ الاردن وامجاده وقصصه وأبطاله ومثقفيه ورجالاته والبناة المؤسسين

دعونا نحتفل باستقلال نفاخر به الدنيا ونقول للاردن ستبقى الاغلى والاعز على قلوبنا وكل عام ووطننا وقيادتنا بألف خير