معركة الجيواقتصاد


لن تدخل الولايات المتحده والاتحاد الروسي فى صراعات تدميرية ومعارك حربيه كما ساقته بعض التحليلات ولن يتم استخدام  اسلحه تقليديه ثقيله او استراتيجيه نوويه او حتى بيولوجيه كما توقعته بعض الاستخلاصات هذا  لان نتائج هذه الحرب  ستكون كارثيه على العالم وكما على الانسانيه .

ولعل قواعد الاشتباك التى تم تحديد عناوينها بمحددات المعركة الاستخباريه الدائره تقوم على معركةجيواقتصاديه من على قاعدة تحاصر لكنها لا تميت وتشتبك لكنها لا تدمر ومن على هذه المعادلة بدا يتم ترسيم نظام الضواط والموازين فى معركة الشد الراهنه .

وهى المعركة الاستخباريه الامريكيه الروسيه التى تقوم على 
الامن بكل عناوينه الغذائيه والاجتماعيه والاقتصاديه حتى اخذت فضاءات هذه المعركه تسقط بظلالها على المشهد الدولي وتدخل الجميع بالقوه الضمنيه حيز الاستقطاب باستخدام تلك الادوات التى تعتمد عليها قواعد المعركة الجيواقتصاديه والتى تقوم سياساتها على الاحتكار المعرفي وعلى استحواذ الثروات الطبيعيه وهذا ما يجعل من اماكن وجود الثروات الغذائيه وموارد الطاقة الطبيعية اماكن مستهدفه لكلا المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحده والاتحاد الروسي الذى اخذ يتمدد  بمناطق النفوذ التاريخبه للمعسكر الغربي لاسيما فى الشرق الاوسط .  



وربما يتصور البعض ان الاتحاد الروسي سيسيطر على فضاءات المنطقه فى حال فشلت المفاوضات الامريكيه الايرانيه وبقيت العلافات الامريكيه مع الدول الخليجيه بارده كما يحلو للبعض توصيفها بعد موقفها الاخير تجاه تسعير النشتقات البتروليه وهو استخلاص نظري ويجافي الواقع ويبتعد عن المضمون السائد الذى يحوي روابط وثيقه مرتبطة بعقده امنيه وبعقده عسكريه وبعقده ماليه مع الولايات المتحده يصعب الانفكاك منها باعتباره تعكس متلازمه الجيواقتصاد التى تربط الدولار بالبترول .

فان استخدام الدول لهامش المناوره السياسيه لا يعنى الخروج 
عن النص لان الوان  السياسيه لا تحتوى على الابيض والأسود بل تقوم على الرمادى الذى قد يجنح للبياض او يبتعد عن لاتجاه السواد لكنها يبقى يحمل ذات الصبغه الرماديه .

صحيح ان الاردن اكثر دوله من دول المنطقه مؤيده من بيت 
القرار الاممي وهذا ما تؤكده الاتفاقيه العسكريه الاردنيه  الامريكيه وجاءت لتعلنه عناوين الشراكه الاردنيه الاوروبيه لكن ما هو صحيح ايضا ان هذا الانجاز السياسي ما كان ليتحقق لولا المناوره السياسيه التى استخدمها جلالة الملك مع الاداره الامريكيه السابقه  عندما وصل معها التباين الى حد الخلاف حتى اكد على اهمية الفصل  المراكز الجيوسياسيه فى اامنطقه والمراكز الجيواقتصاديه لان ادواتها مختلفه وروابعها مغايره لكن من المهم للاداره الامريكيه ان تبعد هذه المراكز مناخات التضاد فان روافع التجاره مغايره عن روافع الاماره .

                               د.حازم قشوع