" أكاديمية الملكة رانيا "..الصمت وعدم الرد هل يؤكد "ما يقال" !

علي سعادة
يبدو الأمر مثل كرة الثلج التي تتدحرج من قمة جبل إلى أسفل المنحدر، تلك هي قصة ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية، وما يقال في الميدان التربوي، حول "أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين"، الحديث أصبح أكثر علانية ويتمدد إلى جوانب أخرى، بشكل ملفت خصوصا مع إضراب المعلمين الذي ينهي أسبوعه الثالث، والشهر الأول من العام الدراسي.

وبات الأمر بحاجة إلى توضح ليس عبر بيان يصدر بلغة عامة فضفاضة وإنما بلغة قانونية ومهنية تحمل بين ثناياها أرقاما حقيقية حول "الأكاديمية" وكل ما يتعلق بها من قضايا تثار هنا وهناك بصوت مرتفع حتى لدى العامة من الناس.

على "الأكاديمية" أن ترد على عشرات الأسئلة التي تثار حاليا، بحق أو بدون حق من بينها:
- هل "الأكاديمية" حجمت دور وزارة التربية والتعليم وحولتها إلى تابع لها يتلقى التعليمات والقرارات وتطبيق سياسات "الأكاديمية" من جهة المناهج و"التوجيهي" والتعيين وغيرها، البعض يستخدم هنا كلمة "تغول"؟
- هل تعيين المعلمين والمعلمات بات مهمة "الأكاديمية" وليس ديوان الخدمة المدنية، دون انتظار الدور، فمن ينجح في امتحان "الأكاديمية" يعين مباشرة ؟
- هل يدفع كل معلم، أو الوزارة، يخضع للتدريب في "الأكاديمية" مبلغ 3000 دينار مقابل تعيينه واين تذهب الأموال المحصلة؟
- هل وزارة التربية تفتقد إلى الكفاءات العاملة في كوادرها صاحبة الخبرة والقدرة على تدريب المعلمين والمعلمات الجدد.
- هل "الأكاديمية" شركة خاصة أم جهة حكومية تتبع جهاز الدولة لها بند في الموازنة العامة للحكومة حالها حال أي مؤسسة حكومية وبالتالي تخضع للمناقشة في مجلس النواب ورقابة ديوان المحاسبة وغيرها من جهات رقابية.
- هل تلقت "الأكاديمية" جميع المساعدات الخارجية المخصصة أصلا للتعليم والتي يقال أنها تقدر بالملايين، وحرمت منها باقي مؤسسات المجتمع المدني؟
- هل هناك تعدي من قبل "الأكاديمية" على أملاك وأراض الجامعة الأردنية ؟
لكن لماذا على "الأكاديمية" أن تجيب على جميع هذه التساؤلات و"الأقاويل" وغيرها بوضوح؟
أولا- لأن الموضوع أصبح يتعدي دور "الأكاديمية" ويربط بينها وبين فشل إيجاد حل لإضراب المعلمين، وأن القرار ليس بيد الحكومة وإنما عند "الأكاديمية".
ثانيا- هناك من يسعى في كل مناسبة إلى "توريط" و"إقحام" الملكة رانيا ومكتبها في كل قضية صغيرة وكبيرة.
ثالثا- هناك أحساس بأن العدالة باتت محل شك فيما إذا كانت التعيينات تأتي عبر "الأكاديمية" فقط.
رابعا- هناك فجوة كبيرة بين الميدان في وزارة التربية وبين "الأكاديمية" وربما حالة عداء وشك وغيرة.
خامسا- الأهم أن هناك انكسار وشروخ وندوب في حاجز الخوف لدى المواطن الأردني، وبات مثل الغريق الذي لا يخشى البلل.

قد يكون التوضيح أكثر أهمية وتحقيقا للمصلحة العامة حين يأتي من قبل شخصية وازنة وكبيرة تحظى بمصداقية واهتمام المواطن الأردني، وليس عبر مدير أو تصريح صحافي يكتبه موظف بيروقراطي.

وينصح هنا أن يكون عبر مقابلة صحافية، متلفزة ومكتوبة، ومسموعة، تبين ما هو الغث وما هو السمين في كل ما يقال. بالطبع سيخرج بعض المتبرعين الذين لا علاقة لهم بالموضوع ولا يعرفون التفاصيل للرد، للعلم فقط، ردهم لن يوقف كرة الثلج.