ليس دفاعاً عن رئيس الوزراء (بشر الخصاونه) لكن هذه هي الحقيقة المُرة ..!!
خاص / حسن صفيره
مع زيادة الاحوال الاقتصادية الصعبة وفي ظل عجز الميزانية وانعدام السيولة والارتفاع المتزايد لاسعار السلع الاساسية قصرا ورغم اجتهاد الحكومة ورئيسها للخروج من هذه المحنة وتجنيب الاردنيين اعباء اضافية تخرج علينا اصوات نشاز تُحمل رئيس هذه الحكومة د. بشر الخصاونه مسؤولية خراب مالطا ودمار الميزانية وعجوزاتها ويذهب آخرين "وكل ما حك الكوز بالجرة" الى ذكر ملفات الفساد وجريمة بيع اصول الدولة والاعباء المالية للهيئات المستقلة وغيرها من المواضيع التي تثار لارضاء الشارع وغرور مطلقها.
ولو عدنا لتاريخ الاردن منذ التأسيس والذي استطاع بفضل الله عز وجل وحكمة قيادته من الهاشميين وتاريخ رجالاته تعدي رزنامة المئوية الاولى للدولة الاردنية بنجاح رغم قلة الموارد والامكانات بعدم وجود مصادر طبيعية كالبترول والغاز والذهب واصبحت عمان تضاهي عواصم عربية و اوروبية من حيث التنظيم والطرق والاسواق العالمية المتواجدة فيها كما ان هنالك كانت نهضة كبيرة في المدن الرئيسية كالزرقاء واربد ومادبا والعقبة وباقي المحافظات وهذا ليس مجاملة لاحد بل هو واقع حقيقي نعتز به ونفخر .
ان تضخم الجهاز الحكومي وبعده تاتي امانة العاصمة والبلديات بوجود موظفين اضعاف اعداد الحاجة المطلوبة لانجاز الاعمال ودعونا نعترف ان هذا ارث قديم لا يجوز ان نحمل حكومة بشر الخصاونة او سابقتها تبعاته بل كنا نحن ونوابنا ووجهائنا سببا فيه ومن منا لا يذكر كيف كانت تتم التعينات قبل انشاء ديوان الخدمة المدنية وكيف كان كبير العشيرة او نائب الدائرة يصطحبون معهم عددا من شباب منطقتهم ويعودون في نهاية جولتهم بعد ان يتم التعيين مجاملة وجبر خواطر وعلى حساب الميزانيات والمخصصات ولو عاد الزمن مرة اخرى لعدنا معه لنمارس نفس الدور غير آبهين بكيف يتم ايجاد المخصصات او باي طريق يتم تلافي العجوزات.
نعم هناك ترهل وتضخم وساضرب مثالا واحدا فقط على سوء الادارة سابقا فلو نظرنا الى مجالس الخدمات المنتشرة في اغلب محافظات المملكة والتي تم استحداثها دون اسباب مقنعة او فائدة مرجوة من وجودها حيث جرى تعيين الاف الشباب من الجنسين عن طريق الواسطة والمحسوبية وهم الان لا يستطيعون الدوام دفعة واحدة لعدم وجود مكاتب او حتى مقاعد لهم فيتم توزيعهم على شفتات يومية بحيث يلحق الموظف دوام يوم واحد ويكون في اجازة غير محسوبة لباقي ايام الاسبوع وطبعا رواتب هذه المجالس من رحم الموازنة وقس على ذلك تعيينات البلديات الضخمة والمتفحمة والمصاحبة للوعود الانتخابية والاملاءات الشعبية من جمهور الناخبين .
الهيئات المستقلة والاصوات التي تنادي بالغاءها وشطبها لتحقيق الوفر المالي هم انفسهم من سيهاجمون الحكومة اذا ما اتخذت مثل هذا الاجراء وقامت بتسريح موظفيها واحالتهم على الضمان الاجتماعي فالمتواجدين تحت مظلاتها هم ابنائهم واحفادهم وذوي القربى من عائلاتهم وهم السبب الاول للمأساة اذا (من فتح الابواب يغلقها ومن بدأ المأساة ينهيها) ولا نحمل الحكومات انشاء هذه الهيئات والتعيين الذي تم فيها سابقا والرواتب الفلكية التي لا يجوز لاي حكومة المساس بها او تخفيضها لانها اصبحت حق مكتسب .
ختاما .. دعونا من البروبكندات الاعلامية والتحدث من خلف المايكروفونات والنسخ من وراء البوردات ولنقف جميعا مع دولتنا وحكومتنا واجهزتنا ولننظر قبل هذا وذاك الى ما يحدث من حولنا في المناطق الملتهبة والضحايا والرزايا التي طرقت كل ابواب الشعوب جراء فقدان الامن والامان وليس دفاعا عن الحكومة او شخص رئيس وزرائها ولنتوقف عن الصاق التهم فيها ولا نجعل منها شماعة نعلق عليها اخطاء الماضي وحمولة المستقبل لتنفيذ اجندات داخلية وخارجية فالوطن وسلامته اهم منا ومن مصالحنا الخاصة بكثير .