التعزية عبر التواصل الاجتماعي ( اونلاين )

 خالد الخريشا / عمان 
يمر الاردن كغيره من دول العالم بازمة اقتصاديه اثقلت كاهل المواطن وشكلت عليه عبئآ ثقيلآ ، وبالكاد يؤمن اغلب الافراد الحاجات الضروريه المعيشه .
وبالرغم من ذلك نرى هنا وهناك لازال بعض الاشخاص يقيمون العزاء الوجاهي ويقدمون الطعام ( المناسف ) للمعزين - اللذين يتوافدون بالمئات وأحيانآ  بالالاف - ومنهم من هو مقتدر ومنهم من يلجأ الى الاقتراض من اجل تلبية العادات التي لا علاقة لها بالاسلام لا من بعيد ولا من قريب .
رسولنا الكريم ، عليه الصلاة والسلام هو قدوتنا فلما توفي جعفر قال وهو لاينطق عن الهوى ( اصنعوا  الطعام لآل جعفر ) اي ان الناس يقدمون الطعام لأل جعفر ،  وليس لمن يحضر العزاء .
لا ادري كيف تحولت الأمور وتطورت بشكل سلبي واصبح اهل الميت يقدمون الطعام للمعزين ، واني اتسائل وأياكم من اين اتت هذه العاده .
فاهل الميت في كثير من الاحيان يقيمون صيوان مع خدماته الكامله وتأجير اشخاص يقدمون القهوة والشاي والماء ، وضف الى ذلك المناسف على مدى ثلاثة ايام متتالية ،فتصل الكلفه في كثير من الاحيان مابين٣- ٥ الاف وترتفع بعض الاحيان الى اكثر من ٣٠ الف او يزيد .
وليعلم الجميع ان المال الذي انفق لا يصل الى الميت ولا حتى حسنه واحده ( هذا مؤكد ) ،  وان قيل جهلآ انه مما تركه الميت  من مال ، فالمال الذي تركه لم يعد شرعآ ماله ، بل هو حق الورثه ولم يعد من ماله  الخاص .
المتوفى ( رحمه الله ) لا يستفيد من اي شيء يعمل من اجله اطلاقا ولا تقبل الصدقات عنه ، إلا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ( صدقة جاريه هو قام بعملها وهو حي او ولد صالح يدعوا له او علم ينتفع به من بعده) ، ما عدا ذلك هو هباءآ منثورا .
فلا يغرنكم كثرة الانفاق التي يدعي البعض انها تذهب لروح الميت ، فتعاليم الاسلام واضحة لا لبس فيها ولا مزايده .
فلا تثقلوا على انفسكم لمجاراة العادات والتقاليد التي لاتنفع الحي ولا الميت .
فهل من يقوم الان قبل فوات الاوان بكتابة وصية  يوصي فيها بالعزاء عند الدفن كما فعل المسلمون الأوائل  و بعدم اقامة عزاء وجاهي وبعد ذلك الأكتفاء بالعزاء التواصلي وترك الوصية  مع شخص يثق فيه لتجنيب اهله وذويه الانفاق الذي لا فائدة منه سوى التباهي امام الناس ، فالوصية المتروكة واجبة التنفيذ مالم تخالف شرع الله .
ان الناس مهما انفقت فلن تحصل على رضاهم وارضاء الناس غاية لا تدرك ، افتى علماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ ابن باز بهذا الخصوص بقوله ( إنما المكروه الذي لا ينبغي، والمنكر الذي يكون من عمل الجاهلية كون أهل الميت يصنعون الطعام من مالهم للناس، يجعلون هذا مأتمًا للميت، يصنعون الطعام للناس هذا هو الذي لا ينبغي، وهو من عمل الجاهلية ) .
نعم ان كل ما يقوم الناس بعمله حاليآ هو من اعمال الجاهليه ، فارحموا انفسكم واهليكم وتقيدوا بما كان يفعله رسولنا الكريم ، فهو القائل خذو عني مناسككم،  من وكل قول او عمل او فعل .
فوالله الذي لا اله الا هو سوف تحاسبون على التبذير ، وان الله لا يحب المبذرين .
فهل بعد هذا القول الفصل من معارض اعلموني ان كنتم تعلمون ؟