مسؤولية من «أطفال الاشارات»؟؟

شذى عساف
 


اصبح مشهد بيع الاطفال لعلب المناديل الورقية او العلكة او قيامهم بمسح زجاج السيارات وصولا الى التسول على الاشارات الضوئية من المشاهد المألوفة في المجتمع الاردني، الذي يعاني - وحاله كحال باقي المجتمعات خصوصا مجتمعات الدول النامية - من تسول اطفال دون سن 15 عاما على الاشارات الضوئية بحجة بيع العلكة او علب مناديل.. وهذه الظاهرة تعتبر من التحديات الاجتماعية والانسانية التي تواجه الحكومات من خلال وزارة التنمية والوزارات والجهات المعنية، اضافة الى مؤسسات المجتمع المدني وتحثهم لاتخاذ اجراءات للحد منها..
لا شك بان الفقر، وغياب دور الاباء في الاسر، وقلة التعليم تمثل الاسباب الرئيسة لانتشار ظاهرة الباعة والمتسولين من الاطفال في الشوارع وعند الاشارات الضوئية على وجه التحديد.. هؤلاء الاطفال هم ضحية ظروف متعددة، ولكن في النهاية من يتحمل مسؤوليتهم؟؟.
للاسف اصبح الشارع البيئة الخصبة لنمو هذه الظاهرة «كما النار في الهشيم».. وتكمن الخطورة الاكبر على المجتمع باكتساب هؤلاء الاطفال سلوكيات غير مقبولة اجتماعيا كالسرقة وتعاطي المخدرات والتدخين..
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، الا ان هذه الظاهرة لا زالت تعد مصدر قلق بسبب ما قد يغذيها من ازدياد معدلات البطالة والفقر..
حيث اكدت آخر إحصائيات لوزارة التنمية الاجتماعية إن عدد الاطفال المتسولين تقريبا 1299..
لذلك فانه من الواجب علينا الوقوف «يدا بيد» لمكافحة ظاهرة «اطفال الاشارات».. ابتداء من الأسرة ودورها الرئيس بتشجيع الاطفال على التعليم، وانتهاء بالجهات الرسمية ومؤسسات المجمتع المدني من خلال تكثيف الحملات التفتيشية على اماكن انتشار هؤلاء الاطفال..
كما ويجب على الجهات المعنية تنظيم حملات توعوية عبر كافة وسائل الاعلام المرئي والمسموع والمقروء وغيرها، بالاضافة الى محاضرات وندوات تحذر من مخاطر هذه الظاهرة، والتعاون على انهائها..
متطلعين لان تكون هناك اجراءات رقابية صارمة بحق المخالفين والمستغلين لهذه الفئة البريئة من المجتمع.