خاص- حسن صفيره

في الوقت الذي تعمل فيه الجهات الحكومية صاحبة الاختصاص على اصدار قانون لمحاصرة تجارة الـ (اون لاين - on line) عبر السوشيال ميديا، بحيث تخضع تلك التجارة الالكترونية للضرائب ومقاسمة حكومة الرفع السريع لأرزاقهم اذا نظرنا للجوء الالاف من الشبان الاردنيين لهذه التجارة بعد ان سدت السبل في وجوههم ووجدوا انفسهم في خانة المتعطلين عن العمل، تقف الحكومة موقف المتفرج والمبارك لألاف اخرى مما يدعون بـ (مؤثري السوشيال ميديا) من نماذج نجحت بجر قطاعات كبيرة من المواطنين لموضوعات لا وصف لها سوى انها ذي محتوى من الاسفاف والاستخفاف والانحدار العقول .

مؤثرون لا يقدمون أي محتوى من شأنه بناء العقول وصقل شخصية الافراد، باستثناء بضاعة رخيصة من الترويج لحضيض القيم والسلوكيات المنافية لطبيعة مجتمعنا الاردني المحافظ.

البعض منهم يقدم اخر صرعات تركيب الاظافر او ترويج مستحضرات التجميل الصينية سيئة الصنع، والبعض الاخر يقفز باتجاه ترويج محتوى سوقي فيه من الاسفاف والالفاظ النابية الكثير، والبعض الاخر، يتجه نحو المقالب السخيفة بقصد التهريج لا الكوميديا، والنتيجة حرف بوصلة الاخلاق للأجيال الصاعدة مقابل حصدهم لآلاف المشاهدات والمشاركات مقابل حصولهم على السلع المجانية والنقود مقابل عرضهم لمحتواهم الرخيص.

مصادر مختصة اكدت قيمة المكافآت المالية التي يتقاضاها مؤثرو السوشيال ميديا في الاردن والعالم، بالنظر لعدة عوامل مثل المنصة الذي يستخدمونها، المجال الذين يتخصصون فيه ومدى تأثيرهم، ‏حسب موقع Vox‬⁩ يتقاضى المؤثرون ممن حصدوا خمسين الف لايك نحو الف دولار على المنشور التسويقي، اما اصحاب المشاهدات المليونية فلا يقل دخلهم السنوي عن المائة الف دينار !! وبما ان هنالك خدمة ومردودات مالية فأننا هنا نتسائل اين دائرة ضريبة الدخل ولماذا لا يتم الزام هؤلاء النشطاء بدفع المستحقات التي بالاصل تستحق عليهم كما في دول العالم ..؟؟

 

الأخطر فيما ذهب اليه مؤثرو السوشيال ميديا وضع انفسهم محللين سياسيين للوضع القائم محليا وبل عربيا، يقومون بتحشيد المتابعين وراء اللغو والباطل، في مشهد فوضوي يستدعي جمح سيلهم الذي لن يبقي او يذر اذا ظل الحال على ما هو عليه من انفلات وتكسب وانتفاع في غفلة عن الدولة وقوانينها !!