عبارة الصمت واللون الاسود


فلا الصمت صوت ولا الأسود لون لكن كلاهما يشكل حاله او سمة
 من المهم وجودها لتشكيل نغمه / كلمه او تميز لون ، فالصمت لا يعنى لاشىء كما الاسود لا يعنى طيف هذا لان الصمت اداة تعبير كما يعتبر مساحة بلاغه واما الأسود فهو اللون الذى لاتراه من درجة مرور الضوء فى المنشور الزجاجي او the visible spectrum وهذا ما يعلله اسحق نيوتن فى نظريته عند وصف اللون الاسود فكل ما لايمكن رؤيته هو اسود كما كل من يتعذر عليك سماعه هو هو حالة من السكون او تعبير من الصمت .

هذا لان الحواس تستقبل ما يمكنها رؤيه عبر درجة انعكاس الضوء على الحواس المسقبله والأصوات التى يمكن سماعها تاتي من واقع قدرة الاذن لتلقيها وهذا ما يجعل من الصمت بلاغه ومن الاسود حاضنه لكل الالوان وقادر على تشكيل الرؤيا فى المنام و الرؤيه فى الواقع وكلاهما يحققان معادلة السمو التى ترى الواقع بصوره ابعد او تشاهد ما لا يمكن مشاهدته عبر الحواس المستقلبه لالوان الطيف المعلومه تماما كما الهاتف الذى كان يشكل حاله صوتيه خفيه قبل انتسابه للجهاز السلكي الذى بات يقرن بالهاتف الغيبي فى السابق .

من هنا كان الاسود يميز بين من يحمل بصر ومن ذو بصيره كما الصمت يفرق بين صاحب الكلمه ومطلق العباره وهما الصفتان اللتان تميز القائد عن غيره من العامه فمن يمتلك بصيره وهو الذى يرى المشهد القادم اكثر من غيره عن واسع علم ودرايه ويشكل بذلك بوصله ينقاد اليها الجميع طوعا واختيارا كما من يمتلك وقع العباره يمتلك ادوات القراءه يشكل مرجعيه ودوائر تاثير على حواضن واسعه كما يشكل نقطه استقطاب لواقعه المحيط .

فالاسود الذى لا تراه او الصمت الذى لا تسمعه هى ميزات وان 
كان لا تسمع ولا ترى وهى دلالات باطنيه وان كانت لا تبدو سمات ظاهريه لكنها حكما هى اقوى من كل الالوان كما الصمت اوسع بدرجات من كل الاصوات فلو كان الاسود لون طبيعي لتمت رؤيته لو كان الصمت كباقى الاصوات لامكننا سماعه لكنها سمات تميز خصائص الخاصه ويستطيع رؤيتها وسماعها من هم بذات المستوى من العلم واصول المعرفه لان الصمت كما الاسود هى سمات للخصوص ليست وسائل للعموم كما يصف ذلك سيبابوه من قبله خليل بن احمد الفراهيدي .

ولان الاصوات طاقة والصمت ايضا طاقة كان الشعور بها واحد 
وان اختلفت نوعية المستقبلات واما الالوان فهى ميزة لسمات ظاهرة فان اردت الباطن فعليك ان ترجع الامور الى اصولها لترى ان الاسود هو مزيج من الاصفر والاحمر والازرق فى شكلها الظاهر اما فى علمها الباطن فهو اللون الذى لا يمكن تميزه او وصفه سوى
 باللون القادر على امتصاص كل اللوان الطيف ويبقى يعبر عن 
ذاته لذا كان عنوان القدره كما الصمت الذى لا يسمع هاتفه الا لذلك الذى يمتلك خاصية سماعه لذا كان عنوان المقدرة ومن يمتلك القدره والمقدره يمتلك ارادة تحقيق الذات وهى الجمله التى تجعل من الصمت يشكل عبارة ومن اللون الاسود عنوان يميز حاله .

                                         د.حازم قشوع