فيصل الفايز .. لا يقبل الشائنة ويرفض الكذب ويمقت التدليس .. الاردن لديه اولاً وفلسطين قضيته

خاص- حسن صفيره
في تصريحات دولة رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ازاء رفع قضايا ضد اشخاص اساءوا له ولأسرته، فقد حملت تصريحاته الكثير من معدن ذلك الرجل، فالحر والأصيل لا يقبل بـ"الشائنة" أن تصيبه او تصيب غيره، وعليه جاء تصريحه بالقول ( لم يعد مقبول السكوت عن البعض، ممن يمارسون الافتراء والكذب والتدليس، ويتعرضون لأعراض المواطنين ويستخدمون لغة بذيئة في تعليقاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتعفف اللسان عن ذكرها ، وهي تعليقات واساءات لا يقبل بها كل انسان حر شريف، وهي ليست من ديننا واخلاقنا وتقاليدنا).

ما قال به الفايز شيفرة اخلاق لا يستوعبها الا الاحرار مثله، أما اولئك العابثين باخلاقنا ونسيجنا الاجتماعي، فلا بد من وقف تمددهم وضرب مراميهم وأهدافهم، بالقضاء الذي لجأ اليه هرم سياسي بحجم الفايز الذي وصفه بأنه مظلته ومرجعيته في تحصيل حقوقه عن كل اساءة تعرض لها وطالته وطالت عائلته.

وتتجلى حكمة الرجل بترسيخه لقيم مجتمعنا المسلم المحافظ الداعي لكل ذي حق ان يأخذ حقه والا "فمن امن العقاب اساء الادب”، وليس ادق على ذلك من ان البعض ممن طاله كرم حلم الفايز بالتنازل عن حقه لم يحترم صنيع الرجل ولم تصله رسالة الفايز بأن بلدنا بلد التسامح والمحبة والعفو عند المقدرة، وان اغتيال الشخصية والاساءة لكرامة الاشخاص واستخدام الالفاظ البذيئة والسوقية، هي جرائم يعاقب عليها القانون، وان هؤلاء الذين يستغلون مساحات الحرية وفضاءاتها الواسعة في الاردن، عليهم ان يدركوا، ان مثل هذه الافعال المشينة، هي جرائم يعاقب عليها القانون بحسب منظور الفايز.

الفايز الذي يرفض تمرير الاساءة لشخصه وللأخرين عبر التنازل "بفنجان قهوة وجاهة"طالب الفايز بضرورة الاسراع باجراء التعديلات القانونية التي تضمن محاسبة مرتكبي مثل هذه الجرائم ما يضعنا امام رجل ذي عقلية مبتكرة يعرف تماما كيف تٌعالج الأمور للارتقاء بمفهوم القوانين والدستور.

ما يهمنا بشخص الفايز الذي فات على من حاول الاساءة اليه انه رجل غير عادي، رجل استثنائي حفر عميقا بالواجهة الأردنية بوصفه سليل عائلة رجالاتها اسسوا لمفهوم الدولة الحديثة عبر مفاصل نشأة الأردن، فالجد مثقال كان احد اهم المقربين من الملك المؤسس عبدالله الأول، والأب الذي كان في واجهة السياسية الاردنية في خمسينيات القرن الماضي ولا يزال يذكره احرار الاردن في مواجهاته مع سيئ الذكر كلوب باشا كما يروي ويدون التاريخ حتى ان الاخير عمل على افشال وصول الفايز الاب في انتخابات 1954 بعد ان ظن "ابو حنيك" انه الوصي على العشائر ليجد الاب الفايز امامه شوكة في حلقه، وخنجرا في خاصرته،لحين بزغ نجم الفايز الابن فيصل بأكثر من محطة سياسية برع فيها لينتقل على يمين قيادات ال هاشم .

خدمه في ذلك صدقه وعفويته واصراره ان الاردن اولا في جميع المعطفات السياسية .

ولفلسطين، ظل الفايز ابن شرقي النهر الأمين،  ولطالما اكد فعلا لا قولا أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير كل عربي حر شريف وستبقي قضية العرب الأولى وفي سلم أولويات الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف .

ولم يدخر جهدا من خلال موقعه في اعادة بوصلة العالم لقضية فلسطين، واظهار موقف الاردن الحازم بتمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وتذكير المجتمع الدولي بواجباته تجاه الشعب الفلسطيني ودعوته الى تقديم المساعدة له، ودعم حقه بتقرير مصيره وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

ولعل ابرز صفات الرجل، أن أصدقائه كثر، بمعنى انه الرجل الدمث الذي يحاجج بالمنطق، ويفند بالحقائق، متراسه وطني بامتياز، رجل هاجسه الوطن ثم الوطن، حارب النفعية والمتنفعين، جهوده في موائمة مصالح الدولة العليا واضحة للعيان، تحمي طهره من المتربصين والحاسدين، وثقة الملك به تضعه بمرتبة المقربين، وتصد عنه المتصيدين.

فيصل الفايز علم اردني حمى مفهوم العشيرة، وظل لصيقا بإرث العشائرية التي يراها سنديانة اردنية تظلل الوطن، ولأنه صاحب النظرة الثاقبة ولا يٌهادن بشأن كل ما يمس الوطن صرح باكثر من مرة بأنه يفخر بأن العشيرة هي أهم مكون للدولة، لكن يجب الانتقال من العشائرية إلى الدولة المدنية”، وهو كلام عاقل اذا ما نظرنا لحاجة الدولة الاردنية لأبجديات دافعة ورافعة للديمقراطية ونحن ندلف مئوية الدولة الثانية.

هذا هو فيصل الفايز ابن عاكف بن مثقال الفايز الحر الأصيل الذي سيظل علما اصيلا في مدونة الفخار الأردني .