خطوة تنفيذية مهمة

ما أقره مجلس التعليم العالي، خطة عمل وإجراءات عملية واقعية لتنفيذ مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، داخل الجامعات الأردنية، بما يسمح لحرية العمل السياسي والحزبي، إنما هي نقلة ايجابية رسمية، لإنهاء حالة الإغلاق التي كانت سائدة سابقاً في منع النشاط الحزبي بين طلبة الجامعات.

قانون الأحزاب السياسية ،الذي تم تشريعه لدى مجلس النواب، اعتماداً على مخرجات ونتائج توصيات اللجنة الملكية يؤكد على : يحق للطلبة الحزبيين داخل مؤسسات التعليم العالي ممارسة الأنشطة الحزبية داخل حرم الجامعات ومؤسسات التعليم، من دون إعاقة أو تضييق أو مساس بحقوقهم كحزبيين ينتمون لأحزاب مرخصة علنية، ولذلك شكل مجلس التعليم العالي لجنة لصياغة مشروع نظام يهدف إلى تنظيم الأنشطة الحزبية داخل الجامعات.

السماح والاقرار بالنشاط الحزبي داخل الجامعات، خطوة جوهرية، ستؤسس وتسهم بقيام وولادة أحزاب جماهيرية منتشرة، تشكل الجامعات قاعدة بناء مستقبلية لهذه الأحزاب، كما أن إقرار أهمية قيام مجالس طلبة الجامعات وإجراء الانتخابات لهذه المجالس، ستؤدي مع نشاط الأحزاب لتكون الجامعات من أبرز المواقع التنافسية بين الكتل الحزبية المنتشرة بين صفوف الطلبة، ولهذا يجب التعامل مع هذه الخطوة على أنها لا تقل أهمية عن إقرار قانوني الأحزاب والانتخابات اللّذين ولدا من رحم مخرجات لجنة تحديث المنظومة السياسية.

الجامعات ،إضافة إلى النقابات المهنية والعمالية، وقواعد البلديات الشعبية هي الجسم الأهم لتنظيم الأردنيين وإفراز قياداتهم، ومن هنا قيمة الخطوة التي اتخذها مجلس التعليم العالي، بوضع خطة العمل لتنظيم النشاط الحزبي والسياسي للطلبة في الجامعات.

العمل الحزبي ،والنشاطات النقابية، وانتخابات البلديات، وصولاً إلى انتخابات نيابية تقوم على أساس القائمة الوطنية العابرة للمحافظات والجهويات وغيرها من أدوات الإغلاق والتعصب، هي الملاذ والعنوان للحفاظ على أمن جبهتنا الداخلية ووحدة الأردنيين على أساس المواطنة والدستور والقوانين النافذة.

تتغير المعطيات، مثلما تتغير النتائج، حسب الظروف، والتطور، وما كان سائد بالأمس لا يمكن أن يستجيب لليوم وللغد، وهذا هو التطور الطبيعي الشرعي للحياة بعناوينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وشعبنا الذي واجه تحديات عاصفة، خرج منها بهدوء وأقل الخسائر، ومقارنة مع ما عصف ببلدان شقيقة يدلل على صواب خياراتنا الوطنية، ونحتاج له، من أجل مستقبل أفضل لشعبنا وهو يستحقه، وهذا ما نتطلع له، ونتركه لما بعدنا من اولاد واحفاد، كما ترك لنا جدودنا ما نتباهى به... ونفخر.