هل تصبح أوكرانيا سوقا سوداء للسلاح؟

قالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية العسكرية، قبل يومين، إن بلادها تثق بكييف في مسألة مراقبة الأسلحة الموردة إليها.

وبالتالي، لا تتخذ الولايات المتحدة "تدابير لتعزيز السيطرة على المساعدات العسكرية المقدمة إليها"، وفق المسؤولة الأمريكية.

لم يأت هذا التصريح من فراغ؛ فبعد فترة من الإشاعات عن سقوط الأسلحة الغربية فى أيدى قوات الجيش الروسي والمجموعات المقاتلة الموالية له، تأكدت حقيقة تلك المزاعم.

بل إن مصادر أوروبية كشفت أيضا وقوع كثير من الأسلحة الغربية الحديثة في أيدي "عصابات التجارة غير المشروعة" للأسلحة.

وفى وقت سابق، نقلت وكالة "نوفوستي" عن قسطنطين جافريلوف رئيس الوفد الروسي في مفاوضات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، قوله: "كثير من الأسلحة التي يجري إرسالها إلى أوكرانيا وجدت طريقها بالفعل الآن إلى السوق السوداء، وتذهب إلى الشرق الأوسط".

وأضاف "هناك خطر انتشار الأسلحة الصغيرة الخفيفة من منطقة الصراع، خاصة الصواريخ الأمريكية المحمولة المضادة للدبابات (جافلين) وغيرها من المنظومات المضادة للدبابات، وكذلك منظومات الدفاع الجوي المحمولة"، في إشارة إلى صواريخ "ستينجر" الأمريكية. 

كييف تعترف

ولم تستطع كييف إخفاء ذلك كثيرا، إذ نقلت صحيفة "غازيتا رو" الإلكترونية عن دينيس موناستيرسكي وزير الداخلية الأوكراني، قوله إن "هناك تحقيقا في حوالي 250 حالة سرقة للمساعدات الإنسانية في البلاد"، إلى جانب ما كشف عنه مكتب الأمن الاقتصادي الأوكراني من حالات بيع المساعدات الإنسانية والمنتجات العسكرية.

وذكر فاديم ميلنيك مدير مكتب الأمن الاقتصادي الأوكراني أن البضائع العسكرية تباع، وهو ما جرى إثباته بالفعل، مشيراً إلى فتح حوالي 12 قضية جنائية، ومنها ما يتعلق بسرقة السيارات والوقود والأدوية والسترات الواقية من الرصاص والمواد الغذائية المعدة للجيش الأوكراني.

وتابع "حتى الأسلحة الدقيقة التي يتجاوز سعرها ملايين الدولارات تباع وتشترى لقاء ما يزيد قليلاً على الـ100 ألف دولار".

بيع مدافع فرنسية

وقبل أيام، قالت تقارير بلغارية إن صانعي الأسلحة الروس تلقوا مدافع "هاوتزر قيصر" ذاتية الدفع التي تبرعت بها فرنسا لأوكرانيا، بعد بيعها للجيش الروسي.

ووصل مدفعان فرنسيان إلى أورالفاغونزافود، وهي من أكبر الشركات العلمية والصناعية في روسيا وأكبر مركز لتصنيع الدبابات في العالم.

وقال موقع بلغاري إن مصادر فرنسية وأوكرانية كشفت أن مدفعين من طراز هاوتزر ذاتية الدفع عيار 155 ملم باتا في أيدي الجيش الروسي، حيث يعكف المهندسون العسكريون الروس على عملية تفكيك المدافع المتقدمة من أجل دراسة وربما نسخ نظام التوجيه وتنسيق الحرائق.

وقال الموقع إنه في 20 يونيو/حزيران، كتب المحامي الفرنسي ريجيس دي كاستيلناو على حسابه الرسمي على "تويتر"  أن "هذه المدافع تم بيعها عبر صفقة وليس عبر سيطرة ميدانية خلال القتال".

ونقل عن مصادر فرنسية أنه "قد تم إرسال المدفعين مباشرة تقريبا بعد وصولها من فرنسا، إلى أورالفاغونزافود مقابل 240 ألف دولار وتم الاتفاق عبر وسيط".

وتقدر التكلفة الحقيقية لهذه الأسلحة بسبعة ملايين يورو لكل مدفع.

كما كشف الموقع البلغاري عن بيع نظام صاروخي موجه مضاد للدبابات من طراز "FGM-148" جافلين، على الويب المظلم مقابل 30 ألف دولار.