بوليسي فى تايوان ؟!



بخطوة لم تحمل مظاهر رسمية ولم يتخلل اجواءها حمايات سياديه حطت طائرة بوليسي لتايبيه مخالفه بذلك لما اتفق عليه فى لقاء القمة الذى جمع بايدن - بينغ قبل عدة ايام من الزياره والتى كان من نتائجها ارجاء زياره بوليسي لتايبيه الا ان الكونغرس الامريكي بجناحيه الديموقراطي والجمهوري اصر على تنفيذها اضافه الى قرار صادر عن مركزيه الحزب الديموقراطي اكد على اهمية وصول بوليسي لتايبيبه .

وهو ما جعل من الشكل العام لازيارة قضية ضرورية لبوليسي حفاظا على هيبتها فى كابيتول وعلى مكانتها فى الحزب الديموقراطي كما جعل من الزيارة تحمل طابع شخصي اكثر من كونها تاخذ طابع رسمي وذلك بعد انسحاب فريق الييت الأبيض وفريق البنتاغون من الوفد المرافق لرئيسيه الكونجرس وزعيمة الحزب الديموقراطي لتدخل طائرة بوليسي الاجواء التايوانيه فى الحادي عشر مساءا دون حمايه سياديه وتغادر مع السابعه صباحا ووفقا للفترة الزمنيه المتفق عليها .

لكن فى المحصلة نفذت بوليسي قرار الكونجرس وهبطت طيارتها التى نحمل رمزيه الكونجرس للاراضي التايوانيه واطلقت تغريده مريبة عند وصولها عندما اعتبرت فيها ( ان تايوان جزء من الاقليمي الهندي وليست خاضعه للاقليم الصيني )وهى الرسالة التى قد تجعل من نظام الضوابط والموازين المعمول من 25 سنه مهدد بالتغيير والممر الامن الوسطى بين تايوان والصين مهدد بالاختراق مع تصاعد المناورات العسكرية فى الخاصره الشماليه الغربيه لتايوان من قبل القوات الصينية وتنامي التواجد الامريكي فى الجهه الشرقيه الجنويه من الجزيره التايونيه .

زيارة بوليسي لتايوان وان كان قد اتفق على تفصيلاتها الا انها ارسلت رساله واضحه للصين بضرورة وقف كل عناوين التدخل 
 فى باكستان ووقف مناخات التغلغل فى افغانستان بعد عمليات المصالحه التى ترعاها باكستان بدعم من الصين بين الباشتون وطالبان وعرب القاعدة وهى الرسالة التى حملها "اغتيال زعيم القاعدة الظواهري " وهى الحادثة التي جاءت مرافقه لزيارة بوليسي لتايوان.

 فان تمدد الصين فى باكستان عبر الجسر البرى الواصل بينهما والذى اصبح يشكل شريان حقيقي رابط للعلاقات الصينيه الباكستانيه يجب ان لا يعطى هذا الجسر الاقتصادي الحق السياسي للصين للقيام بتغيير نظام الضوابط والموازين فى ذلك الاقليم من خلال قيام الصين ببسط نفوذها بافغانستان لتعئبة الفراغ الذى جاء نتيجة انسحاب القوات الامريكيه من الكابول  

وهو الاقليم الذى مازال يشهد حالة اضطراب فى باكستان بعد موقف الرئيس الباكستاني السابق عمران خان وانحيازه للصين ومحاولة تاثير المخابرات الباكستانيه فى المشهد السياسي الافغاني لصالح اعادة ترتيب الاجواء فى كابول لتكون فى خدمة مشروع طريق الحرير الصيني بعد انحياز الولايات المتحده للهند وقيامها بتعميد دورها خلفا للصين فى المركز الاقتصادي وخلفا لباكستان فى الجانب الامني وهو ما جعل من باكستان والصين و افغاتستان يقفون على ارضية عمل مشتركه مناوئه لتعميد الهند فى المنطقه وهى الاشاره التى حملتها تغريدة بوليسي فى الزياره عندما اعتبرت تايوان جزء من الفضاء الهندى وليست جزء من الاقليم الصيني .

                                  د.حازم قشوع