النائب ماجد الرواشدة يكتب :قانون حماية الطفل اهدار لقيم المجتمع..
إدراكا منا لحجم الأمانة والمسؤولية التاريخية والأخلاقية، وأمام هذا الاستحقاق التشريعي، فإنني اضع بعض النقاط على الحروف لعل هذه الرسالة تصل الى كل من يعنيه امر الأطفال ومستقبلهم في وطني، فحرصا مني على الطفولة وحرصا مني على بقاء التماسك الاسري والتواصل العائلي، وهي سمة ما زال مجتمعنا يعتز بها، وما زال الآباء وما زالت الأمهات تعتقد بان مسؤولية تربية وتوجيه الطفل في بداية حياته وحتى ادراكه الكامل هي مسؤولية خالصة للأسرة وتمثل عقيدتها واخلاقها مصدرا لهذا التوجيه والتربية، وما زالت الاسرة الحاضنة الأساسية لنماء الطفل في بيئة امنة وتمثل المكان الأنسب لهذا النمو.
ولعل من المفارقات العجيبة نزع هذه المسؤولية من أصحابها عندما يأتي القانون على ذكر التربية الفضلى او البيئة الفضلى، وهل يوجد مكان في الدنيا احرص على الطفل من والديه؟ وهل يوجد من هو احن على الطفل من والديه؟ وهل يوجد لدى الانسان من هو اعز عليه من ولده؟ بالله عليكم افيدوني. وربما يشير البعض الى حالات شاذة في التعامل مع الطفل من قسوة واهمال واستغلال في اعمال غير مشروعة، كالتسول مثلا او التشغيل قبل سن العمل، كل هذه حالات شاذة لا يقاس عليها، وبعضها يتنافى والفطرة السليمة للأبوة والأمومة وربما تكون الحاجة التي عجزت الدولة والمجتمع عن تلبيتها تدفع تلك الاسر اطفالها لتلك الاعمال.
ان القانون المطروح على مجلس الامة لإقراره يأتي منسجما مع توجهات عالمية اقل ما يقال فيها انها لا تمثل ثقافة الامة ولا عقيدتها، وانه يريد اخراج الطفل عمليا وثقافيا من بيئته الاصيلة وتركه لهوى الطفولة من جهة أخرى، أيترك للطفل هذه الحرية المطلقة في الاختيار بعيدا عن رقابة الوالدين؟
بكل الصراحة وبكل الصدق لست مع هذا القانون، وأعلنها صريحة وبدون مواربة، انني بريء من هذا القانون، ولا يمثل توجهاتي، كعربي ومسلم وأردني تشرب الحرية والصدق مع النفس وتربى على عادات وتقاليد من الطفولة منسجمة مع عقيدة الامة النقية ومع ثقافة الامة التي تنظر للطفولة على انها أكبر الامانات التي يحملها الانسان ويسأل عنها دنيا ودين، السنا من يرث رسالة سماوية وفرت للطفولة من الحقوق مالم يوفره أي ميثاق عالمي، ولعل اخطر سؤال يمكن توجيهه لم يهمه الامر، ماذا يمكن ان يشكل هذا القانون للطفولة في وطني من تغيير إيجابي وماذا سيضيف أشياء نفتقدها لدى أطفالنا واسرنا؟
ابرأ الى الله من هذا القانون واشهد الله انه قلب للمفاهيم الفطرية عند الانسان ويهدم أقدس علاقة بين الطفل واسرته، اللهم فاشهد انني قد بلغت.