متى سيدخل القسام على خط المواجهة؟...خبراء يجيبون
لليوم الثاني على التوالي، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مخلفاً أكثر من عشرة شهداء وعشرات الجرحى، حتى كتابة هذا التقرير، في عملية عسكرية أطلق الاحتلال عليها "الفجر الصادق" لاستهداف قيادات ومواقع لحركة الجهاد الإسلامي.
وبدأ جيش الاحتلال عدوانه على القطاع، يوم أمس الجمعة، باغتيال القيادي البارز في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، تيسير الجعبري، في قصف استهدف شقة سكنية كان يقطن بها وسط مدينة غزة.
هذه الأحداث في قطاع غزة تعود بنا إلى الأذهان التصعيد الإسرائيلي في القطاع عام 2019، إثر اغتيال القيادي في سرايا القدس، بهاء أبو العطا، حيث اقتصر على عدة أيام فقط، فيما كانت سرايا القدس من تطلق الصواريخ، دون مشاركة كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
ويقول الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، إن "هناك تنسيقاً بين الفصائل الفلسطينية في معركتنا مع الاحتلال".
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال، العميد ران كوخاف، وفق صحيفة (يسرائيل هيوم): إن تعليمات صدرت للجيش بالاستعداد لأسبوع من العمل ضد غزة، مشيراً إلى أنه "إذا لزم الأمر فسيكون أكثر أسبوع، وإذا اضطررنا إلى التقليل فسيكون"، وفق تعبيره.
بدوره قال طلال عوكل، المحلل والكاتب السياسي: "صحيح هناك تدخل قوي ومستمر من قبل أطراف عديدة مصر الأمم المتحدة قطر، السؤال على ماذا ستهدأ الأوضاع؟
وأضاف: هل ستهدأ الأوضاع بالمشهد الحالي الذي يشير إلى أن العدوان الذي ارتكبته إسرائيل يمكن أن ينتهي بدون ثمن، مشيراً إلى أنه "حتى الآن لم تدفع إسرائيل الثمن".
وقال عوكل في تصريح لــ "دنيا الوطن: "على الأرجح أننا أمام استمرار الوضع عدة أيام من التوتر والأفعال وردود الفعل بين الحين والآخر".
وحول إمكانية دخول كتائب القسام للمعركة في مواجهة الاحتلال، قال عوكل: "لا يوجد شيء مؤكد بشأن عدم انخراط كتائب القسام في المعركة"، مشيراً إلى أنه "يبدو أن هناك تكتيكاً لإدارة المعركة بشكل مختلف عن المرات السابقة".
وتابع: "الجهاد يتحدث عن حرب استنزاف وهي تحتاج لوقت، حيث سيبقى المجتمع الإسرائيلي في الملاجئ والحركة محدودة ولا نعرف كيف يمكن أن تنتهي الأمور".
وشدد على أن "مشاركة كتائب القسام ستكون حسب طبيعة الرد الذي يمكن أن يقوم به الجهاد الإسلامي، وعلى الأرجح توسيع دائرة المواجهة".
وأكد عوكل أن هذه المرة تختلف عن التصعيد الإسرائيلي عام 2019، عقب اغتيال القيادي في سرايا القدس، بهاء أبو العطا، مشيراً إلى أن "العدوان الإسرائيلي فاجأ الوسطاء وينطوي على خديعة، وفي الضفة ارتكبت كثيرا ثم قامت بعملية اغتيال وقصف مواقع".
وأردف: "بالتأكيد أن كل طرف يحاول يصيغ المشهد النهائي لصالحه والمقاومة هذه المرة وضعها افضل من السابق".
من جانبه قال حسام الدجني، المحلل والكاتب السياسي، إن "الترجيح الأكبر أن تنجح القاهرة في احتواء الموقف والمعركة لن تستمر فترة طويلة ولكن لن تنتهي اليوم".
وتابع في تصريح لـ "دنيا الوطن": "مبدأ الاستنزاف مهم في التعاطي مع دولة الاحتلال، ورفع فاتورة التكلفة في إطار تعزيز استراتيجية الردع مسألة بالغة الأهمية تدركها المقاومة".
ويقول الدجني: إن "في هذه المعركة الردع ما زال قائماً حيث حاول لابيد من خلال الضربة المباغتة الغادرة أن يكسر قواعده".
وقال: "بتقديري ان إدارة المعركة ثبتت معادلة الردع، والذي أخذ شكلين، الأول مرتبط برد سرايا القدس في الميدان برفقة بعض الفصائل الأخرى، والثاني عدم دخول كتائب القسام وهو بحد ذاته ردع لعدم استهداف الأبراج والمدنيين وألا تكون كثافة النيران كما الحروب السابقة وهذا يثبت قواعد الرد".
وأضاف الدجني: الكل يقرأ المعادلة بأن لابيد تورط بهذه المعركة، فهو على موعد في شهر سبتمبر المقبل مع (حزب الله) في موضوع حقل (كاريش)، ويعني ذلك ملف غزة يجب إغلاقه وهذا ما يدفع إسرائيل ان تقدم مزيداً من التنازلات للوسطاء".
وشدد على أن "المطلوب من الفصائل ومن الجهاد وحماس إدارة ملف التفاهمات بطريقة مختلفة عن السابق، من حلال تثبيت ضمانات لإلزام الاحتلال بما يتم التوافق عليه".