الأنظمة العربية والاسلامية (المنبطحة) تتعرى أمام العملاق الفلسطيني وصواريخ المقاومة .. والله غالب .

خاص / حسن صفيره

 لليوم الثالث على التوالي تواصل الآلة الحربية الصهيونية لدولة كيان الإرهاب "الاسرائيلي" على شعبنا في غزة مخلفة عشرات الشهداء جلهم من الأطفال والمئات من الجرحى المدنيين في خرق فاضح للشرعية الدولية وأمام صمت مخزي ومعيب للموقف العربي قبل العالمي.

وفيما البيت الأبيض عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكأول تعليق لزعيم غربي حول العدوان الأخير على غزة الصمود، دعا بايدن للتهدئة، لكنه استهل تصريحه بإعطاء دولة الكيان الإرهابي الصهيوني حق الدفاع عن نفسها، وكأن جثث الاطفال الشهداء ممن طال منازلهم القصف الممنهج للمدنيين لم تشفع لهم أمام تزلف الصنم الأمريكي للمسخ الصهيوني.

وفيما انقسم الشارع العربي عامة ازاء العدوان على ضرورة مواصلة شعبنا في غزة عبر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس، وقسم اخر رأى بأن غزة وحدها تدفع فاتورة النضال والمقاومة، خرج الناطق الاعلامي العسكري باسم سرايا القدس بما يحيل بوصلة الألم جراء وحشية العدوان على المدنيين العزل، الى الجانب المشرق للمقاومة، وقد تحدث بلسان القوي لا الضعيف، بمنطق صاحب الحق بالضرورة لا المحتل الجبان، وقد توعد الناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمزة، اليوم الأحد، ” إن ما ظهر من قدراتنا الصاروخية التي أضحت -بفضل الله- اليوم تستنزف عدونا الأحمق، هو جزء يسير مما أعددناه، وإننا نحتفظ بالكثير الكثير مما يؤلم العدو ويسُر أبناء شعبنا وجمهور سرايا القدس والمقاومة الممتدة”.

تصريح سرايا القدس عرّى الموقف العربي عامة، وحمل مضامين لسان حال الأقوى بطبيعة الحال، فيما هو يؤكد رفض أي وساطات للتهدئة لحين الثأر للشهداء وللقياديين  الكبيرين "تيسير الجعبري” و”خالد منصور” ، وإخوانهم المجاهدين، كما حمل التصريح رسالة نارية لدولة الإرهاب الصهيوني بتحويل ما يسمى "غلاف غزة” بما يحتوي من مدن ومغتصبات محتلة إلى مكان غير قابل للحياة، وسنذهب إلى مديات أبعد وأبعد -بعون الله وقدرته-.

قوة المقاومة الفلسطينية في غزة تتأكد حيال المسعى المصري   للتهدئة بعد أن وافقت (صاحبة اقوى جيش) أمام جبروت المقاومة الفلسطينية عبر سرايا القدس التي لم تعلن موافقتها امام الغول الصهيوأمريكي، وهو موقف يرسخ مفهوم المقاومة التي يحاول القزم المهادن من الأنظمة العربية الاستسهال به وتقويضه.

 استثمرت قيادة سرايا القدس الموقف بدعوتها كل المقاومين والأحرار من أبناء شعبنا في الضفة والداخل المحتل، إلى الانخراط في ملحمة "وحدة الساحات”، ولتكن انتفاضة عارمة تؤسس لزوال عدونا وكنسه عن كل فلسطين، ما يعنيه ذلك أن الفلسطينيين ايقنوا تماما انها حربهم لوحدهم، وهو عمليا واقع الحال اذا نظرنا الى هرولة التطبيع -غير المبررة- عربيا، واذا نظرنا الى استثنائية معاهدتي عربة وكامب ديفيد ودور الأردن ومصر بضرورة توفير ارض صلبة للتحرك لمناصرة الاشقاء الفلسطينببن فلطالما كان ولا يزال الأردن رئة فلسطين.

وفيما اعلامنا العربي - للأسف- يقدم شعبنا وتضحياته عبر منابره، فات عليه أن يقدم المقاوم الفلسطيني في غزة، وقد نجحت سرايا القدس بإطلاق نحو (361) صاروخًا على المُستوطنات الصهيونية بما يُسمّى "غلاف غزّة” ولم تعترض منظومات القبب الحديديّة التي كلفت دولة الكيان الصهيوني بما يقارب  210 مليون دولار ، إلا ما يَقرُب من نصفها، وهو الأمر الذي يقلب معايير وموازين نظم الترسانة الحربية في العالم على ايدي الفلسطينيين !!

أمام كل شهيد فلسطيني في غزة هناك مكتسب لا بد آت، ولن يحتاج الفلسطيني شفقة نظامه العربي او تعاطفه، بل يكفي هذه الأنظمة المنبطحة أن تتعرى أمام العملاق الفلسطيني وصواريخ المقاومة .. والله غالب .