القمح وحروب القبائل
سموم الاخبار اول ما يتلقاها الصحفيون.
تنفعل من الاخبار وتصاب احيانا بهستيريا صحفية.
ومنذ ان حلت كورونا، والعالم لم يجد خبرا يسر البال والخاطر.
البشرية معجوقة، والعالم يطحن بعضه.
اخبار عن مجاعات، ووباء، وحروب، وهجرات.
الرئيس الصومالي اعلن دخول بلاده بالمجاعة.
وفي لبنان وفاة مواطن ينتظر الدور في طابور خبز.
وازمة الخبز والقمح تتقافم، واللبنانيون ينتاحرون للحصول على رغيف خبز.
ومن الاخبار اللافتة ايضا ان العراق على شفير حرب اهلية.
وان الزعيم الديني والسياسي مقتدى الصدر صفّر اللعبة السياسية في العراق واعادها الى مربع الصفر.
القمح تحول الى مادة سياسية، ومادة تثوير جماهيرية.. والشعوب العربية مستهلكة للخبز، ويدخل على 70 % من مكونات مائدة الطعام العربي.
وتخيلوا لو ان القمح الروسي والاوكراني قد ينقطع عن الدول العربية وشعوبها المدمنة على الخبز.
العالم مقبل على مجاعة، والمخاوف تكبر بان يكون عام 2032 عام الجوع، وان تندلع حروب وانتفاضات وثروات بسبب رغيف خبز.
وبفعل الازمة الاوكرانية، فان القمح تحول الى مادة سياسية، وتصدير القمح الاوكراني يتم بوكالة تركية وضمن حسابات المصالح السياسية التركية الاقلمية والدولية.
اسعار القمح ارتفعت بفعل الازمة الاوكرانية، وسلاسل الغذاء الدولية ضربت وتعطلت، والعالم اليوم يواجه ازمة اكبر في شح السماد والتغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة.
ولو قلبت خرائط العالم لادركت ان الشعوب العربية هم الاكثر ضررا من بقية شعوب العالم.
السودان سلة غذاء العرب يعاني من الفقر والجوع، وقلة المواد الغذائية، والسودانيون يموتون من الجوع.
العالم العربي غني بالمواد والثروات والاراضي الزراعية، وشعوبه تواجه فقرا وجوعا، فثمة صور من ذاكرة افريقيا لمجاعات عربية، وجماعية تقف في طوابير للحصول على رغيف خبز.
حروب القمح، وكأن العالم يتحدث عن حروب وصراعات المياه.
يكفي ان تعلن الدول الكبرى المصدرة للقمح عن منع التصدير.
وفي قرار الهند بمنع تصدير القمح رأينا كيف هاجت الدول العربية وكانت اول المتضررين من القرار الهندي.
نهاية القمح تعني ان الناس سيموتون من الجوع، وتعني ان رغيف الخبز سوف ينقرض، وهنالك منتجات غذائية سوف تواجه مصيرا مهجولا. وانعكاس ذلك على الامن الوطني والاستقرار المحلي، والحالة السياسية العامة، وخصوصا في الدول الهشة.
واذا ما استوعبت الحكومات المتغيرات الناتجة عن القمح والخبز وازمة الامن الغذائي وارتفاع الاسعار، فان دولا مهددة بالاختفاء عن وجه الخريطة.
وستكون ساحة لاضطرابات وليدة بفعل الفقر والجوع ورغيف الخبز..
تحميل كلف ازمة القمح وارتفاع اسعار المواد الغذائية على الفقراء والغلابة، فقد يفجر غضبا شعبيا، والمرحلة المقبلة لا تحمل اياما سوداء ولا يحمد عقاباها.. فماذا يبقى لدى المواطن ان لم يجد رغيف الخبز في سعر عادي ومقبول.. فلا تجد اكثر من ذلك اذا ما فقدنا شعورنا برغيف الخبز، فهل نسأل ونبحث عن الحرية والديمقرطية وحقوق الطفل والانسان؟.