توفيق كريشان .. الوزير الميداني الذي يدعم ويحاسب
جواد الخضري
لم يُسجل أن جاملت أو هادنت أي مسؤول مهما كان موقعه ، بل واجهت ولا زالت في مواجهة الصعوبات جراء المواقف التي هي أولى إهتمامتي تجاه مصلحة الوطن والمواطن . لكن حين يكون مسؤول يعمل بما يمليه عليه القسم الذي أقسمه أمام جلالة الملك ، فمن حقه أن يُظهر الإعلام بشكل عام ما يقوم به هذا المسؤول ومن يعملون بما يخدم الوطن والمواطن .
نهاية الإسبوع الفائت وتحديداً يوم الخميس الموافق 11/8 كان نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية توفيق كريشان وضمن جولاته الاسبوعية المتكررة والمستمرة لبلديات المملكة ، وفي لقاء ببلدية معان الكبرى إلتقى فيها رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي وبحضور جمهور من أبناء المدينة وعدد ممن لهم مظلمات ، لم يكن كريشان ككثير من وزراء ومسؤولين مستمعاً أو متسائلاً ، ماذا تريدون ؟ أو ما هي مطالبكم وإحتياجاتكم ؟بل كان يتحدث عن إحتياجات المدينة بشكل عام في الكثير من القضايا ، وإحتياجات البلدية على وجه الخصوص . كريشان خلال اللقاء وضع الجميع أمام مسؤولياتهم ، وقدم بالأرقام ما قدمته الحكومة من دعم ومنح ومشاريع ، وبدلاً من السؤال والإستفسارات كان يوجه ويحث الجميع على العمل الميداني ، وأن من يتقدم للخدمة العامة عليه أن يعتبر موقعه تكليف لا تشريف .
لقد استعرض الوزير كافة المشاريع القائمة الناجحة منها والمتعثرة ، ولم يترك لا شاردة ولا واردة . لقد وضع الحلول وخطط سير العمل لكل المشاريع ، مطالباً بضرورة العمل ، وفي نفس الوقت وضع الجميع في موضع المساءلة دون مجاملة ، الوزير الذي يأتي حاملاً معه الملفات ، ومُطلع على كافة الأمور من حقه أن يُحاسب المقصر أياً كان وأياً كان موقعه . حين وجه حديثه للمجلس البلدي والمجالس البلدية التي زارها بالمحافظة بنفس اليوم ، بأن عليهم العمل الجاد من أجل تقديم الخدمة للمواطن ، وأن من يُقصر بعمله سيحاسب طالما تقدم وتوفر له الحكومة معظم مطالب بلديته، منوهاً إلى ما قدمته وتقدمه الحكومة للبلديات ، يتطلب من رؤساء المجالس البلدية وأعضاءها أن يعملوا على التنفيذ دون محاباة أو تخصيص .
يبدو أن الوزير كريشان وبخبرته الطويلة في مجال البلديات ، وسيرا على التوجيهات الملكية السامية ، كان يمتلك الجرأة في كشف وذكر مواطن الخلل في كل بلدية ، وكأنه يعمل معهم في الميدان .
كم نتمنى على رئيس الحكومة أن يعمل على توجيه فريقه الوزاري ، للقيام بما يقوم به الوزير كريشان ، حتى تتحقق رؤية التحديث للقطاع العام ، حينها سيلمس المواطن جدية الحكومة في تحقيق المطالب على أرض الواقع ولكل القطاعات .