قرار جائر بـ (إعدام) مستشفى الزرقاء الحكومي وإدارته وكوادره ..!!
خاص- حسن صفيره
فيما ضج الشارع الأردني بحادثة "استئصال كِلية مريضة مستشقى الزرقاء الحكومي"، للحد الذي غدت فيه القصة قضية رأي عام، والتي حسمتها وزارة الصحة بوضع القضية محط اهتمام كبير وخطير وتم تشكيل لجنة متخصصة لمتابعة حيثياتها ، مع ما رافق ذلك من قرار مدعي عام الزرقاء بتوقيف الطبيب الذي استأصل الكلية السليمة بدلاً من التالفة لمدة 14 يوماً على ذمة التحقيق ، إلا أن القضية أخذت بعداً هداماً يستوجب الوقوف عنده.
لم تشفع الإجراءات القانونية ودخول القضية المقتضى القضائي حيث مربع رهان الأردنيين المقدس بقضاء عادل ونزيه ومسؤول، في وقف حِراب المتربصين بمستشفى الزرقاء وادارته وطواقمه، وقد اصبح المستشفى في عرفهم لقمة سائغة لم يتوقفوا منذ الحادثة وانتهائها من اشعال فتيل القضية، وقد وجد المتربصون الفرصة سانحة لتصفية حسابات غير مبررة.
من اساء ولا يزال يسيئ تجاهل عن حقيقة ان اساءته تطال سمعة الطب في الأردن، بل وراحت اساءته لتغذي نار الهشيم وتهدد مدخول السياحة العلاجية في الاردن مع ما يتهدد ذلك من تقويض لحجم هذه المدخول الذي لا يخفى على المتربصين قبل غيرهم انه يشكل احد اهم أدوات نشل الخزينة من منحدر السقوط، وقد تعامى حقدهم عن اي مصلحة كانت حتى لو كانت مصلحة وطنية عليا.
بالطبع ومن المؤكد ان ما حدث بقضية المريضة أمر جلل، ونحن مع مساءلة الطبيب المسؤول جنبا الى جنب مما سيقوله قضاؤنا النزيه بحقه، و مع ان يتم العمل بالسرعة القصوى للإنقاذ ما يمكن انقاذه بحالة المريضة وتعويضها طبيا وماديا ومعنويا، لكن...
لماذا هذا الجَلد الدموي للمستشفى وإدارته؟ وكأنما من قام باجراء العملية وارتكاب الخطأ الطبي جميع العاملين في المستشفى لا فرد واحد يقضي الان فترة المساءلة القانونية بحجم ما يستحق.
لماذا تناسى اصحاب "السكاكين" أن مستشفى الزرقاء الحكومي ليس شاة تم ذبحها ليتفننوا في استخدام "سكاكينهم" وماضي وحاضر منجزات المستشفى طبيا لا زالت في اعلى السلم شاء من شاء وأبى من أبى.
لماذا نطوي صفحته البيضاء بسواد مآرب المتربصين والمتصيدين او اولئك الذين يختلفون مع ادارته حين الخلاف يتوجب ان لا يفسد لمصلحة الوطن قضية.
مستشفى الزرقاء الحكومي الذي يقف على خدمة اكثر من مليون نسمة على مدار العام، ويبلغ عدد مراجعيه ومنتفعيه شهريا بما لا يقل عن مئة الف مواطن جدير بأن نقول بحقه كلمة عاقل لا ان نقف مع معاول الهدم وننسف مسيرة اكثر من نصف قرن منذ انشاؤه ، أن لا نتغاضى عن المكانة الحيوية الهائلة لصرح طبي يستقبل على مدار الساعة اوجاع الأردنيين ويفتح سواعد وقلوب كوادره قبل أبوابه في الحالات الطارئة ولنا في عدد حوادث السير المفجعة اكبر دليل على ما يقوم به هذا المستشفى الوطني الكبير الذي يصر اصحاب معاول الهدم على التنكر له وكأنه لم يكن !!
معيب ما يحدث بحق المستشفى وإدارته وطواقمه من اطباء ورؤساء اقسام وتمريض وفنيين ومساعدين وموظفين وحتى اصغر موظف فيه، وقد كان ولا يزال غرفة عملية أولى لمجابهة جائحة "كورونا" التي عصفت بالأردن والأردنيين حد الرعب، وقف خلالها المستشفى وادارته كالأسود والصقور في التصدي للجائحة وحماية الموطنين معرضين انفسهم للمرض والموت في سبيل هذا الوطن واهله .
لماذا تم نسيان جهود فرق التقصي الوبائي خلال الجائحة؟ لماذا تم تجاهل دوام ال24 ساعة على مدار السنين والشهور والايام؟ لماذا يذهب "طالح" اخطأ طبيا ليروح كل الصالحين مرمى الريح فقط لأن فلانا يريد ان يقتص من سمعة فلانا وإن كان الثمن نسف منجز وطن ؟!