كييف: لن نتنازل عن أي جزء من أراضينا
أكّد مبعوث أوكرانيا الخاص للشرق الأوسط وشمال إفريقيا مكسيم صبح، الخميس، عدم مساومة أوكرانيا على أراضيها، ورفض بلاده التنازل عن أي جزء من أراضيها.
وقال صبح إن أي سلام لا يُمكن أن يتحقق على حساب الأراضي الأوكرانية، وأوكرانيا لن تساوم على أراضيها ولن تتنازل عن شبر من أراضيها، وهو أمر مستحيل.
"أوكرانيا غير مستعدة للدخول في أي مفاوضات من شأنها أن تمس سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها"، وفق صبح.
زيارة "إيجابية"
ووصف صبح زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، للفيف الأوكرانية، بـ"الإيجابية"، وقال إنها تأتي في إطار جهود الوساطة من أجل وقف الحرب وإحلال السلام في أوكرانيا، ومن أجل حل المسائل والقضايا الملحة والأكثر سخونة.
وتحدث صبح عن رغبة وخطة لإرسال بعثة أممية لتقصي الحقائق والوضع في محطة زابوروجيا النووية، وقال صبح إن أي مساس بأمن وسلامة المحطة قد يؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، من أن إلحاق أي ضرر بمحطة زابوروجيا النووية في أوكرانيا سيكون بمثابة "انتحار"، فيما أبدى الرئيس التركي قلقه من خطر حصول كارثة "تشيرنوبيل أخرى".
وفي 26 نيسان/أبريل 1986 انفجر المفاعل الرابع في محطة تشيرنوبيل مما أدى إلى تسرب إشعاعي واسع امتدّ إلى أوروبا كلّها.
اتفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع غوتيريش وأردوغان على البدء بعملية تبادل للأسرى مع الطرف الروسي، واتفقوا كذلك على ضرورة مواصلة العمل على ضمان سلاسة وسلامة وانسيابية حركة السفن المتجهة نحو الأسواق الخارجية، والسفن المحملة بالحبوب ومختلف أشكال وأنواع المحاصيل والغلال الأوكرانية، وفق صبح.
وقال المبعوث إن الموانئ الأوكرانية كانت محاصرة لمدة طويلة، الأمر الذي حال دون إمكانية توصيل المواد الغذائية والحبوب إلى الأسواق العالمية.
وقال أردوغان في مؤتمر صحفي عقده الخميس مع زيلينسكي وغوتيريش في لفيف الأوكرانية، إن العالم بدأ يشعر بالانعكاسات الإيجابية لاتفاقية اسطنبول التي مكنت من تصدير الحبوب الأوكرانية بشكل آمن عبر البحر الأسود إلى العالم.
وتعهد أردوغان بتقييم نتائج الاجتماعات الثلاثية التي عُقدت في مدينة لفيف، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكن صبح تساءل عن مدى استعداد وجاهزية الرئيس بوتين للقبول بـ"تفاهمات قد تفضي إلى وقف إطلاق النار".
وأضاف المبعوث الأوكراني: "نأمل ونتوقع أن تعود روسيا إلى صوابها ورشدها وأن تلتزم بوقف إطلاق النار وأن تسحب جميع قواتها من الأراضي الأوكرانية ...".
ورفض الرئيس الأوكراني، الخميس، إجراء أي مفاوضات سلام مع موسكو قبل الانسحاب المسبق للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي في لفيف غرب أوكرانيا إن "أناسا يقتلون وينتهكون ويضربون مدننا المدنية بصواريخ كروز كل يوم، لا يمكن أن يكونوا يريدون السلام. يجب أن يغادروا أولا أراضينا، وبعدها سنرى"، مؤكدا أنه "لا يثق بروسيا".
"إخفاق في حرب خاطفة"
واعتبر المبعوث الأوكراني أن الجيش الأوكراني "يبدي بسالة وشجاعة منقطعة النظير والجيش الأوكراني أظهر وأبدى للعالم قدرته على ردع وصد العدوان".
وقال صبح إن "روسيا أخفقت في شن حرب خاطفة وما كانت تخطط له وتتوقعه بالاستيلاء على أوكرانيا وعاصمتها كييف في غضون ثلاثة أيام".
"هدف مسطر"
وتحدّث صبح عن "عزم روسيا على احتلال مزيد من الأراضي وتجنيس المواطنين الأوكرانيين بالقوة، وفرض الجوازات الروسية عليهم بالقوة، وفصل الأقاليم عن أوكرانيا بكل الوسائل اقتصاديا وعسكريا وحتى إنسانيا".
"لا بديل في المرحلة الراهنة سوى مواصلة المقاومة لأن عدم استمرار المقاومة سيعني إمكانية حدوث هدنة يأتي بعدها مزيد من العدوان ومزيد من الاحتلال"، بحسب صبح.