خالد الخريشا يكتب .. ازمة الطاقه الاوروبيه وتأثيراتها السلبيه ومآلات الاقتصاد العالمي

خالد خازر الخريشا 
لم يكن في حسبان اوروبا ان ياتي يوم تواجه فيه ازمة في الطاقة كما تواجهها اليوم ، فالحسابات تغيرت فجأة ودون سابق انذار .
الحرب التي شنها الدب الروسي ( تحت مسمى عمليه خاصه )  على اوكرانيا كانت مدروسه بكافة التفاصيل ، وان كان يبدو انها حرب محدوده بين دولتين متجاورتين ، الا ان تأثيرها تجاوز الدولتين المتجاورتين وطال العالم بأسره .
 روسيا كانت تعلم عند شن هذه الحرب ما ينتظرها ،  وان دول اوروبا المتمثلة بحلف النيتو سوف تقف ضدها  بقوه ، الا ان روسيا تملك سبل المجابهة والاخضاع ، ولديها الاسلحه اللازمه لدحرهم وجعلهم يطلبون الرحمه مستقبلآ  .
الاسلحه التكتيكيه لم تكن هي العامل الذي سيكسر انف اوروبا بل سلاح آخر اشد فتكآ ( سلاح الطاقة  ) الذي تعتمد عليه اوروبا بشكل لا يمكن الاستغناء عنه .
هذا وقد بدأت هذه الآثار بالظهور في معظم دول اوروبا وخصوصا في المانيا التي تعتمد في طاقتها على ٥٥٪؜ من روسيا وكذلك  فرنسا ، لذا بدأت معظم الدول باتخاذ اجراءات متأخره للحد من استيراد الطاقه الروسيه وهي مرغمه ولا خيار لها في ذلك .
ففي المانيا صدرت قرارات باطفاء الانارة ليلآ لكافة المعالم السياحيه والطلب من المواطنين ترشيد الطاقة ، اما في فرنسا فقد فعلت نفس الشيء اضافة الى منع  تسخين المسابح حتى في فصل الشتاء وعدم اقامة المباريات في الليل ، ووقف عمل بعض المصانع .
كل هذه الاجراءات وفصل الشتاء لم يحل بعد ، وروسيا لم تقطع الغاز بشكل كامل بل بشكل جزئي .
يقول احد المحللين انه اذا اقدمت روسيا على قطع الطاقة بشكل كامل فإن اوروبا ستدخل في ظلام دامس ، وسوف يصاب الاقتصاد الاوروبي بالشلل التام ، وسوف ينهار الاقتصاد  بشكل اسرع .
 روسيا قبل شنها هذه الحرب كانت تعلم  مدى اعتماد اوروبا عليه فروسيا تملك مصدر القوة التي لا غنى عنها .
وبالرغم من التقشف في الطاقه في الدول الاوروبيه الا ان ذلك لن يحل المشكله ولا يمكن لهم بين ليلة وضحاها ايجاد مصادر بديله لان روسيا تملك ٤٣ تريلون متر مكعب من الغاز الثابت غير الذي لم يكتشف بعد .
وخلاصة الامر فأن اوروبا تشبه الذي بلع الموس فلا يستطيع اخراجه ولا يستطيع بلعه ، المعنى انها وقعت في فك الدب الروسي الذي لا يرحم .
اذا استمرت الحرب وطال امدها فان اوكرانيا سوف تخسر لإن الغرب لا يستطيع دعهما الى ما لا نهايه ، فالدعم الذي يقدمه الغرب محدود وغير قابل للزياده .
لذا أرى انه اذا استمرت المعارك فان ذلك يقع في صالح روسيا وسوف تنهار اوكرانيا وتستسلم للأمر الواقع .
لا يمكن لدوله بحجم اوكرانيا ان تستمر بالمجابهة وحدها دون دعم الغرب ، والغرب منهك لدرجه انه سيأتي يوم يتوقف عن الدعم ويقول لاوكرانيا اذهبي انتي فقاتلي انا ها هنا قاعدون .
ان حدث ذلك وسوف يحدث فتلك طامة كبرى لاوكرانيا ، ولغاية الان وان كانت الامور تبدو غير واضحه الا ان المكتوب واضح من عنوانه 
 والأدهى من ذلك اذا قامت الصين بمهاجمة تايوان فان العالم بأسره سيكون على شفا حرب لا تبقي ولا تذر .
وعلى هامش الحديث ، انصح من لديه مبالغ كبيره من المال التوجه نحو شراء الذهب وتخزينه قبل فوات الاوان ، لانه في حاله كهذه فان العملات سوف تنهار ويصبح الذهب هو ملك الموقف والفائز بالمعادله الاقتصاديه .
اشهدوا اني بلغت