العقبة.. إلغاء الغوص بسبب التلوث الزيتي
تسبب التلوث الزيتي الذي ضرب خليج العقبة قبل 14 يوما، بأضرار على الحياة البحرية والتنوع الحيوي والقطاع السياحي، في وقت التزمت فيه المنظمات والجمعيات المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، الصمت ولم تحرك ساكنا.
وما تزال سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومركز الامير حمزة للتلوث، يعملان على ازالة آثار التلوث الزيتي منذ 13 يوماً، بينما توقفت انشطة سياحية بخاصة في قطاع الغوض، والذي يشكو تلف معداته، واوقفت رحلات سياحية مبرمجة الى العقبة، بخاصة رحلات الزوار المعنيين برياضة الغوص، بحسب يومية الغد.
وقال رئيس جمعية العقبة للغوص خماش ياسين، انه بعد حادث تسريب المواد النفطية من الباخرة التجارية الاجنبية في خليج العقبة، ألغيت أغلبية الرحلات السياحية للقوارب وحجوزات الغوص من الشاطئ في الوقت نفسه الذي اتلفت فيه مئات المعدات المخصصة للغوص بكافة أشكالها وأنواعها لمن مارس هذه السياحة في تلك الفترة وبعدها.
وأشار إلى ان الجمعية عممت على مراكزها بعدم استخدام هذه المعدات، خوفا من عطل مفاجئ اثناء الغوص، ولسلامة الزائر والسائح والحفاظ عليه من اي اصابات او توقف للهواء.
وبين خماش ان حجم الدمار الذي لحق بالبيئة البحرية كبير، وان ازالته تستغرق وقتا اكبر، مؤكداً انه سجل شكوى رسمية لدى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ومحافظ العقبة والمدعي العام، للحفاظ على حقوق مراكز الغوص والمدربين والقوارب، مؤكداً ان غواصي الجمعية لاحظوا وجود دمار للشعاب المرجانية في عدة مواقع، مطالبا الجهات المسؤولة بضرورة مراقبة نسبة التلوث في المياه وخاصة أنها مصدر رزقهم الوحيد.
وقال صاحب مركز غوص في العقبة محمد القطاونة، ان التلوث وصل الى بعض مواقع الغوص، ما ادى لوقف النشاطات البحرية ورحلات الغوص في الوقت الذي تضررت فيه قطع بحرية ومعدات ومستلزمات غوص، بالاضافة لإلغاء زوار وسياح رحلاتهم المبرمجة لزيارة العقبة، بخاصة ممن جاءوا للتمتع برياضة الغوص، والتي يتميز بها خليج العقبة بانها احد اهم الحيود المرجانية في العالم.
ويؤكد غواصون ومهتمون بالبيئة البحرية، ان التسرب النفطي الحالي يعتبر من اكبر الحوادث البيئية الكارثية التي تحدث في خليج العقبة، ويتوقع بان تؤدي الى تدمير أنظمة بيئية كاملة، وتلحق باقتصاد الدولة خسائر فادحة، ليس بسبب ثمن النفط المتسرب فقط، بل بسبب موت كثير من الكائنات البحرية والطيور والثدييات التي تعيش في هذه البيئات.
وقالوا ان شكل النفط الخارجي المسرب، يبين انه ليس زيتا مشتقا ولكنه زيت ثقيل، مشيرين الى ان طريقة السيطرة عليه غير سهلة، واذا بقي على هذا الحال فسيتغلغل للشعاب المرجانية التي يمكن تدميرها، لافتين الى انه يفترض لدى الدولة تكنولوجيا متطورة، بخاصة بعد تكرار العديد من عمليات التسريب سابقاً.
من جهته قال مدير الهيئة البحرية الأردنية نعمان الصيفي، إنه سيجري الانتهاء من معالجة تسرب المادة النفطية في مياه العقبة في الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا أن التسرب بدأ في منتصف الليل، ولم يبلغ عنه إلا في تمام الساعة الـ6 صباحا من مرشد إحدى السفن، ما أدى لتسرب كميات كبيرة من المادة النفطية تبلغ نحو 11 طنا.
وأوضح الصيفي أن التأخر في التبليغ، أدى لتسرب كميات كبيرة من المادة النفطية ودخولها تحت أرصفة الميناء، مشيرا إلى ورود احتجاجات للهيئة من السفن التي كانت راسية على الرصيف وقت حدوث التسرب، والتي تضررت بوجود مادة الوقود الثقيل بتلوث جوانب السفن، منوها بأنه وقع على عاتقها التنظيف قبل الخروج من المياه الإقليمية، حتى لا تسبب ضررا آخر في مياه الميناء الذي ستتجه إليه.
وكان مفوض السياحة والبيئة في السلطة الدكتور نضال المجالي، قد احال ملف حادثة تسرب الزيت (مادة الوقود الثقيل) من السفينة "فلور أوف سي” إلى مدعي عام العقبة، للمباشرة بالمقتضى القانوني بحق المتسبب بأحد الحوادث البيئية في المياه الإقليمية التي ألحقت ضرراً في عدة أرصفة من ميناءي الحاويات والركاب، وعدد من شواطئ العقبة الجنوبية، الواقعة ضمن حدود المحمية البحرية.
واكد المجالي، ان عمل فريق مركز الامير حمزة لمكافحة التلوث التابع لشركة العقبة لادارة وتشغيل الموانئ والجهات المعنية ذات الاختصاص ما يزال جار للتعامل مع مادة الزيت المنسكبة منذ 7 ايام، نتيجة خلل حدث في خزانات وقود السفينة "فلور اوف سي” خلال عملية الرسو في المياة الاقليمية.
وبين المجالي أن استمرار ظهور بعض بقع الزيت المنتشرة، والتي تظهر نتيجة تغير اتجاه وسرعة الرياح، مسببة تلوثا في بعض الشواطئ، ناتجة عن تجمع غالبية المادة المنسكبة تحت رصيف ميناء الحاويات، والتي يتطلب التعامل معها معدات فنية متخصصة، وكوادر مؤهلة تعمل منذ 7 أيام لحصر مادة الزيت وإزالة التلوث من البحر.
وطالب مشغلو الانشطة البحرية ومرتادو الشواطئ، بأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن اي مناطق يصلها الزيت، والتبليغ لادارة المحمية البحرية ومركز الامير حمزة للتعامل معها، مشيرا الى استمرار رصد الملاحظات على الشواطئ، والتي رصد بعضها في جزء من شواطئ الدول المجاورة، وذلك خلال فترة تكييف البحر وتعامله مع هذه الزيوت، والتي نصح اختصاصيون من محطة العلوم البحرية بعدم التعامل معها بالمواد الكيماوية المشتتة، لضمان عدم الإضرار بالحياة البحرية.
من جانبه، اكد مدير محطة العلوم البحرية الدكتور علي السوالمة، ان قراءات 11 موقعا لمياه البحر، اظهرت سلامة المرجان في اول يومي الحادث، ولا يوجد أي تأثير على البيئة البحرية في شواطئ العقبة.