رواية (حكايات الدرج) تحت المجهر ..
عقدت مبادرة نون للكتاب مساء السبت الموافق ٢٠٢٢/٠٨/٢٧ في جاليري (فن وشاي) جلسة نقاشية لرواية (حكايات الدرج) حيث تم استضافة صاحب الرواية الأديب مجدي دعيبس.
قام القاص والناقد أسيد الحوتري بتقديم الروائي دعيبس وتسليط الضوء على أعماله الأدبية.
بعد ذلك قدم دعيبس تلخيص موجز عن الرواية وعن الدور الذي لعبته شخصياتها.
هذا وكان الناقد سليم النجار أول من ابتدأ النقاش حيث أشار إلى أن الدرج الذي هو في اسم الرواية(حكايات الدرج) سرد حكاية أعلى الدرج في الأشرفية وتغاضى تماما عن حكايات أسفل الدرج في وسط البلد، وأنه كان من الأفضل لو تم الربط بين أعلى الدرج وأسفله.
ثم قام الكاتب والروائي سامر المجالي بتسليط الضوء على مواطن القوة في الرواية حيث أشار إلى أن دعيبس نجح تماما في وصف وتصوير شخصيات الرواية وأماكنها. كما أن التناص أو الإحالات إلى أعمال روائية عربية وعالمية قد أثرى السرد وكان موفقا لأنه جاء على لسان نجوى وهبة وهما شخصيتان مولعتان بالقراءة والإطلاع.
ثم أوضح المجالي أنه بالنسبة لبنية الجمل كان من الممكن أن تكثف أكثر مما هي عليه. أما بالنسبة لشخصية هبة فقد حملت أكثر مما تطيقه فتاة مراهقة، فلقد تحدثت بلسان الراوي العليم المطلع على خفايا الأمور.
أما بالنسبة للناقد الحوتري فقد أكد أن الرواية كانت ماتعة للغاية وذلك لكثرة الأحداث وتداخلها وتراكبها. كما امتازت الرواية بقربها من قلب القارئ العمّاني لكونها رواية عمّانية تروي قصة منطقة وحي يعرفه العمانيون معرفة تامة؛ مع ذلك أوضح الحوتري أن كثرة الشخصيات في الرواية يحتاج إلى تركيز عال من قبل القارئ حتى لا تضيع خيوط حبكة الرواية من بين يده. كما ربط الحوتري بين الرواية التي تسرد حكاية ثلاث صديقات؛ نجوى، سحر، وهبة وروايات عالمية مشابهة مثل: بنات حواء الثلاث للكاتبة التركية (أليف شفق)، ومسرحية الأخوات الثلاث للمسرحي الروسي (أنطون تشيخوف)، ورواية نساء صغيرات للكاتبة الأمريكية (لويزا ماي ألكوت). كما تمت الإشارة إلى أن النص يسلم نفسه للنقد النسوي على الرغم من أن الروائي يقدم الظلم كمثلبة إنسانية لا ذكورية.
وفي مداخلة سريعة أشاد الروائي محمد حسن العمري بالرواية وأوضح أنها مكثفة تكثيفا جيدا دون إفراط أو تفريط.
وأخيرا أكد الروائي والناقد تيسير نظمي بأن الرواية عمل قصدي لا عفوي، وأن لكل شخصية فيها دور خاص تلعبه لغاية محددة. وضرب مثال على ذلك شخصية الخياطة أم نجوى، فكونها خياطية ومستقلة ماديا ومستغنية عن زوجها جعل منها طاغية تضرب زوجها بشكل متكرر. وهذا الدور الذي تلعبه يؤكد أن الشخصيات التي يجري المال في أيديها تكون مؤهلة لظلم الناس أكثر من غيرها، سواء كانت هذه الشخصيات ذكورية أو نسوية، فالظلم لا جنس له، وهذا ما أراد الكاتب قوله.
.
وفي ختام النقاش تم شكر الحضور وجاهيا وعبر تطبيق زووم على مشاركاتهم القيمة، هذا وقام الكاتب الناقد سليم النجار بمنح الروائي مجدي دعيبس درع تذكاري تقديرا له على مشاركته تجربته الروائية مع مبادرة نون للكتاب.