التاج الملكي ونموذج للحكم



يرمز التاج الملكي فى المملكة المتحدة لرمزية الوحدة باعتبارة يشكل مظله للحكم لانجلترا واسكتلندا وايرلندا وويلز كما
 يشكل التاج الملكي حاضنه ل15 دوله وهى تضم كندا واستراليا ونيوزيلاندا وانتيغوابربودا والباهاس وبيليز وغرينادا وبابوا غينيا وسانت لوسيا و سانت كيست ونفيس و القديس فيسوست وسانت فيسيت والغرينادين وجاماكا والبهاها وهى الدول التى تخضع
 للتاج الملكي طوعا كما ياطر التاج الملكي البريطاني مجموعه الكومنويلث التى تضم 54 دوله من بينها الهند وباكستان وبهذا 
يظل التاج البريطاني بظلاله بطريقه مباشره وغير مباشره 2.4 مليار نسمة وهو ما يعادل ثلث سكان العالم تقريبا .

الملكه اليزابيث التى استطاعت طيلة فترة حكمها الذى امتد ل 70 عاما على العرش المحافظه عليه من اجواء التعربيه والتجويه التى كان قد تعرض لها نتيجة ترسبات الحرب العالميه الثانيه وفترة مخاض الحرب البارده جاء ذلك نتيجة سياستها الباطنيه المرنه التى كانت ترسم السياسه العامه ولا تقررها وهو ما جعل من شعبيتها تشكل دائما اضافه للحكومات المنضويه تحت عرشها الذى شكل حالة ممتدة وعميقة ومرجعية للجميع .

 الامر الذى جعل من شعبيتها تفوق 70 % فى استطلاعات
 الراى وتشكل محط احترام عند الجميع وهو ما يعزيه المتابعين والسياسيين لطريقه حكمها الذى كان يبتعد عن التفاصيل ولا
 يتدخل بالمفاصل الحادة حتى عندما اشتد النقاش حول موضوع بركس الذى شكل مسالة مفصليه عند قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي .

ومع استلام المللك تشارلز الثالث مقاليد العرش ينتظر ان تكون اولي التحديات التى يواجهها مساله انفصال بعض الجمهويات عن المملكه المتحده مثل استكلندا و اعلان قيام جمهوية فى استراليا وهو ماجعل الملك تشارلز امام تحدي حقيقي فان بدات مسالة خروج هذه الدول عن مظلة العرش فان ظلال العرش ستكون فى طور الانحسار وهذا قد يشجع البعض الاخر من الجهوريات من اتباع ذات السياسيه ويعرض مظلة العرش الملكي الى دومينو الانفصال ويؤدى لفرط المسبحة الملكيه وبالتالي انهاء الاحلام البريطانيه بالعودة لقيادة العالم من جديد فان مسالة التاج بهذا المقام يجسد الحلم البريطاني بعودة بريطانيا الى سابق الامجاد وهو ما يعد تحدي مركزي للملك تشارلز الثالث فى المحافظه على اثره التليد وامال شعبه بالعوده للقيادة .

التاج البريطاني الذى يجمع بين الشرعيه الدينيه والشرعيه التاريخيه اضافة لشرعيه الانجاز يشكل برمزيته ذات المحتوي الوحدوي الذى يقف عليه التاج الهاشمي من مضمون ورمزيه والذى كان قد انطلق ايضا برسالة من اجل العرب ووحدهم ومن اجل اعلاء مكانتهم وصون هويتهم لكن عوامل التجوية الاقليميه اثرت على ظلاله وان كانت لم تؤثر على مضمون رسالته ومحتواها الذى ما زال ينبض من اجل استعادة العرب لمكانتهم التاريخيه ودورهم التليد..

فهل نحن امام عوده للملكيه الاقليميه التى تعتبر النموذج البريطاني نموذج يمكن البناء عليه بترجمة مناخات للامن للاقليمي والسلام الدولي ؟! هذا ما ستجيب عليه الاعوام القادمه مع وصول الملك الحكيم تشارلز الثالث لسدة الحكم وبدا الحديث عن تغيير فى منظومة الضوابط والموازين الاقليميه التى كانت قد صاغتها من قبل الملكة إليزابيث .

                  د.حازم قشوع