مذكرة التفاهم الأردنية الأميركية
وقع أيمن الصفدي وزير الخارجية، في واشنطن يوم الجمعة 16 ايلول، مع الوزير الأميركي أنتوني بلينكين، مذكرة التفاهم الإستراتيجي الرابعة بين الأردن والولايات المتحدة، امتدت ولايتها لسبع سنوات، شملت تقديم مساعدات مالية، اقتصادية وعسكرية أمنية، تصل إلى 1.450 مليون دولار سنوياً للسنوات المقبلة 2023 حتى 2029.
ومقارنة مع مذكرة التفاهم الثالثة السابقة التي وقعها في عمان وزير الخارجية ريكس تيلرسون، لمدة خمس سنوات تمتد من سنة 2018 لغاية شهر أيلول سبتمبر 2023، بلغت قيمة مساعداتها 1275 مليون دولار سنوياً.
والثانية شملت ثلاث سنوات للأعوام 2015 لغاية 2017، وبلغت مليار دولار سنوياً، والأولى وقعت عام 2008 وشملت الأعوام 2009 حتى نهاية 2014.
ويستدل من تتابع هذه المذكرات، والالتزامات المترتبة عليها أن الولايات واصلت دعمها للأردن بثبات، مع ارتفاع نسبة الدعم من أقل من مليار دولار إلى مليار ونصف المليار سنوياً، تأكيداً للشراكة بين البلدين في القضايا الأمنية والعسكرية والاستراتيجية، وحرصاً من واشنطن على أمن الأردن واستقراره، بصرف النظر على نوعية الإدارة الأميركية وتقلباتها، بين الجمهوريين والديمقراطيين، بما في ذلك توفر هامش من التباينات والاجتهاد واختلاف الأولويات بين البلدين، ولكن القضايا الأساسية من المؤكد أنها بقيت مستقرة، وكذلك ثبات موقف مؤسسات الدولة العميقة لدى الولايات المتحدة ونظرتها الإيجابية المسؤولة نحو الأردن، سواء من قبل لجان الكونغرس أو الجيش أو المخابرات، أو غيرهم من مؤسسات صنع القرار الأميركي.
في 6 كانون أول ديسمبر 2017، وقع الرئيس دونالد ترامب قرار الاعتراف أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، رفض الأردن هذا القرار، وشكل رأس حربة سياسية في مواجهة الموقف الأميركي وفي دعم الموقف الفلسطيني:
1 - دعا وزير الخارجية الأردني يوم 10/12/2017 ، إلى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لدى جامعة الدول العربية ورفضوا القرار.
2 - قام رأس الدولة جلالة الملك بزيارة عمل إلى أنقرة واتفق مع الرئيس أردوغان لعقد قمة إسلامية في اسطنبول يوم 14/12/2017، إتخذت قرار برفض الإعلان الأميركي بشأن القدس.
3 - دعا مجلس النواب الأردني لإجتماع طارئ للاتحاد البرلماني العربي في الرباط يوم 18/12/2017 ، واتخذ النواب العرب قرار بشجب الموقف الأميركي ورفضه نحو القدس.
4 - وفي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23/12/2017، إتخذت قراراً صوت لصالحه أغلبية أعضاء الأمم المتحدة ضد الإعلان الأميركي بشأن القدس.
ومع ذلك حضر وزير خارجية إدارة الرئيس ترامب إلى عمان، بعد عدة أشهر قليلة، ووقع مع وزير الخارجية أيمن الصفدي يوم 14 شباط 2018، مذكرة التفاهم الثالثة، بقيمة مساعدات بلغت 1275 مليون دولار سنوياً، لمدة خمس سنوات، بدلاً من ثلاث سنوات، وزادت 275 مليون دولار عن قيمة مذكرة التفاهم الثانية السابقة.
في 28/1/2020، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، بحضور رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو، خطته لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أطلق عليها «صفقة القرن»، ولكنها لم تتفق والمصالح الوطنية الفلسطينية، ولا تستجيب لحل الدولتين، ولا تتضمن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، وأعلن الأردن رفضها، وشكل رأس حربة سياسية في دعم الموقف الفلسطيني ضدها.
موقفان لإدارة الرئيس ترامب رفضهما الأردن:
1 - موقف الرئيس ترامب للقدس المعلن يوم 6/12/2017، 2- موقف الرئيس ترامب المعلن يوم 28/1/2020 ، من خطتة للتسوية، صفقة القرن، لم يتجاوب معهما الأردن، وتصدى لهما، وعمل بما يتعارض معهما علناً، ومع ذلك بقي الأردن متماسكاً شجاعاً واضحاً، بلا تردد، وحافظ على مواقفه ومبادئه كما يراها هو، وبما يتفق مع رؤيته الوطنية و مصالحه القومية نحو فلسطين، ولم يذعن للضغوط والإغراءات، وواصل الحفاظ على مكانته في واشنطن باحترام واقتدار وتكافؤ، رغم حاجته الملحة للمساعدات الأميركية