حسين باشا الحواتمه .. الوطن يعرف رجالاته
خاص- حسن صفيره
حالة اشتباك رافقت خروج الفريق الركن المتقاعد مدير الأمن العام السابق الباشا حسين الحواتمة من واجهة الموقع الرسمي، فما أن صدرت الإرادة الملكية بقبول استقالته وتعيين مديرا جديدا خلفا له، حتى بدأت حالة الاشتباك بمظاهر عدة، اولها عمق الرسالة الملكية التي توجت مسيرة الرجل وقد حملت صيغةً لم تعهدها الرسائل المماثلة لجنرالات غادروا مواقعهم في ادارة الامن العام، صيغة امتنان وتثمين بحجم انجازات وتحديات لم تُدرك حجمها وأهميتها إلا رؤية الملك التي تمثلت جلية وواضحة بمضمون الرسالة.
ثاني مظاهر حالة الاشتباك في خروج الباشا من سدة القرار، أن خبرات الرجل أخافت "البعض شخوص وجهات"، خبرات غير عادية او نمطية مع ما يكتنفها من شهادات اكاديمية عليا، خبرات رجل بدأت قي حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، تخللها وصوله لسدة رئاسة المنظمة العالمية لقوات الشرطة والــــدرك ( FIEP ) وصولا لقيادة أهم جهاز امني عربي (الدرك) الأردني، وانتهاءً بإدارة جهاز الأمن العام، المستوى الامني السيادي الثاني في الدولة الأردنية.
لم يكن الباشا ليتخيل أن فرادة أداءه وإبداعه في محطات عمله الأمني، الذي استمر لأكثر من سبعة وثلاثين عاما، وختمها سيد البلاد بعظيم الامتنان والعرفان، ستكون أداة رعب لمن حاولوا الإيقاع به ، بيد أنهم سارعوا لتلقيم أسلحتهم ضده بعد أقل من أسبوع على رسالة الملك !!
بعد ذروة عطاء الباشا حواتمة في الجهاز الأمني الأول، تعاظمت حالة الخوف منه، لدى من اشتغل ليل نهار على تسريب مقاطع صوتية لا تٌسمن ولا تغني من جوع الحسد والغيظ لدى من قام بتسريبها، وهي مقاطع بالمناسبة زادت في رصيد الرجل ولم تنتقص منه كما اراد مسربوها، وقد أظهرت نخوة وحمية الرجل بأكثر من جملة وعبارة لا سبيل لتأكيدها في هذا المقام.
أصحاب مشروع التسريبات، اشتغلوا ليل نهار للإيقاع بقامة وطنية بحجم الباشا حواتمة، في حين انهم لم يشتغلوا لمجرد ثوان لأجل الوطن والمواطن، فهل من مؤشر اكثر من ذلك على سواد سريرتهم ؟ أين كانوا في كوارث وفواجع عاشتها البلاد، كما في حادثة انقجار الصوامع وفي حادثة صهريج ميناء العقبة، وغيرها من حوادث يقف خلفها سوء الائتمان المنصبي والوظيفي والترهل البيروقراطي، بل أين كانوا حين كان الحواتمة يصطف مع جنرالات الأجهزة الأمنية لرسم وتنفيذ الاستراتيجيات الأمنية العالية للتصدي لملف الارهاب والمخدرات وهما ملفان خارجيان بستهدفان الدولة الأردنية؟؟ ألا يحق لنا ان نسأل أين كانوا وأين هم الأن، وماذا يخططون؟ ومن هي الضحية القادمة لمن يقف وراءهم؟؟
مسألة التوقيت في تسريب مهزلة التسجيل الصوتي "فضحتهم" وعرّتهم، وكشفت حجم الحسد والغيرة لديهم، بل وكشفت حالة الرعب التي تقض مضاجعهم، وجميع المؤشرات المصاحبة لماهية وحجم الباشا الحواتمة تشير الى ان خروجه من موقعه ما هو الا استراحة محارب، فالباشا حواتمة لم يكن صاحب وصانع قرار بحكم موقعه فحسب، بل كان حالة أمنية خالصة لفتت أنظار القصر، حالة أمنية لا يليق بها أن تكون خارج الواجهة الرسمية، وهو من عُهد إليه بأصعب مهمة إدارية لجهاز الامن العام بدمج المديريات الثلاث، ونجح بها فوق الامتياز كما أرادها الملك.
الايقاع بالشرفاء الأحرار ليس بالأمر الهين او المستطاع كما تصور "الهواة" ممن وقفوا وراء تسويد سمعة الباشا، "هواة" لم يُحسن اختيارهم ممن يقف وراءهم من مهمة النيل من الباشا، فمن يستظل بأمانته الوطنية ويتخذ من عظيم أداءه الأمني درعا وترسا لظهرة لا يُمكن النيل منه وسنلتقي عبر التاريخ القادم عندما يُسلم الجميع بطهرية وقدسية ونظافة وشجاعة الوطني الصادق حسين باشا الحواتمة فالوطن يعرف حقيقة رجالاته .