القدس في المواجهة

لم تدرك بعد سلطات المستعمرة أن القدس بمرتبة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي أولى القبلتين لدى المسلمين، وأن المسجد الأقصى ثاني المسجدين: 

1 - المسجد الحرام في مكة المكرمة، 2 - المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وأنه معهما ثالث الحرمين، وقدسيته لا تُضاهى، لا تتزعزع، تاريخياً ومكانة وعقيدة لدى المؤمنين المسلمين.

تتطاول سلطات المستعمرة، على قدسية المسجد الأقصى، مستغلة:

1 - قدرتها العسكرية، وتفوق إمكانياتها، وتسلطها وهيمنتها على فلسطين وشعبها، 2 - حالة الانقسام والحروب البينية العربية، ودمار سوريا وليبيا والعراق واليمن، واستنزاف باقي القدرات العربية وبلدانها، وعدم الاعتبار لمكانة القدس وقدسية حرمها.

الفلسطينيون من أهل القدس، والمرابطون معهم والمرابطات من أهل مناطق 48، ومن يستطيع من المحرومين الممنوعين من أهالي الضفة الفلسطينية الوصول إلى القدس، يخوضون معركة الصمود ومواجهة اقتحامات المستوطنين المستعمرين الأجانب المدنسين لساحات المسجد وحرمته، يخوضون معركة حمايته والحفاظ عليه بعمق وعيهم، واستعدادهم العالي للتضحية، رغم إمكانياتهم المادية المتواضعة، ولذلك هم بحاجة لروافع داعمة تساندهم وتقف إلى جانبهم، وتمدهم بأدوات البقاء والاستمرارية، لما يفعلونه ولما يتطلعون إليه.

المسلمون في ذروة انتصاراتهم، وقوتهم وتفوقهم، وتمددهم، لم يسجلوا على أنفسهم انتهاكاً لكنيسة مسيحية، أو لكنيس يهودي، حتى في ذروة حروب الفرنجة، التي أُطلق عليها الحروب الصليبية، فبيوت الإيمان، بيوت الله، المكرسة لممارسة الواجب الديني، محمية بالعقيدة، وليس بقدرات البشر وحسب، محمية باحترام الآخر، الديني والعقائدي، لأن الدين لله والوطن للجميع، مهما اختلفوا بالدين أو القومية أو اللون.

ما ترتكبه أدوات وأجهزة وعناوين المستعمرة ومستوطنيها، من جرائم وانتهاكات، يصل إلى أدنى مستوى الإنحطاط والدونية، بما لا يقل عن سلوك مجرمي النازية والفاشية بحق اليهود في أوروبا.

الفلسطينيون في خندق المواجهة المتقدم صامدون وضد التهجير والتجويع والقهر والتمييز وممارسات المستعمرة، وفي صمودهم هذا يتقدمون العرب والمسلمين والمسيحيين في دفاعهم عن مقدسات المسلمين والمسيحيين ويرفعون رأس العرب دفاعاً عن كرامتهم، يستحقون أن يكون الأشقاء والأصدقاء معهم، خاصة من يملكون الثروة والمال والنفوذ على المستوى العالمي، لعلهم يدركون ما هو مطلوب منهم، دعماً لفلسطين ومقدساتها؟؟.