الرواشدة ساخرا من التوقيت .. اقترح على الحكومة مصباح لكل مواطن..
مطلوب من الحكومة قناديل للصباح في التوقيت الصيفي
هناك قاعدة أصولية تقول: الأصل بقاء ما كان على مكان والأصل في الأمور العارضة العدم، فمنذ ان تفتحت اعيننا على الدنيا، اقصد أبناء جيلي، ونحن لا نعرف الا توقيتا واحدا، الى ان خرجت علينا بعض الدول ولظروف تخصها بفكرة او بدعة او فرية التوقيت الصيفي، وأصبحت تشكل وضعا حائرا للمواطن بين تقديم الساعة ثم تأخير الساعة وخلق حالة من الارتباك عند كل تغيير، ويتردد السؤال الملازم لهذه الحالة، هل زادت ساعة ام نقصت ساعة، وتم التطبيع والتطبع مع هذا الوضع التزاما بأمر الحكومات المتتابعة، وصار موسم تغيير الساعات كموسم نزول المطر ننتظره بكل الصبر، الا اننا نؤكد هنا ان الأصل في منطقتنا وفي هذا الجزء من الكرة الأرضية ان التوقيت الشتوي هو الأكثر ملائمة واستقرارا من عدة نواحي، كونه يراعي ظروف الشتاء بصورة اكبر واكثر لمنطقتنا ولظروفنا المعيشية، لان ساعة شروق الشمس تتأخر كلما سرنا في الشتاء، والخروج المبكر يستدعي مراعاة البرد الشديد في الصباح والظلام الذي يكون ما زال يغمر الكون، وكأن مسؤولونا لا يعيشون ظروف مجتمعنا او هم في غربة تامة عنه، فلهفة الأمهات على الأطفال عند السير المبكر في الصباح لا يعرفها الا من كابد ظروف البرد ونقص التدفئة في ظل ارتفاع شديد في الأسعار للمحروقات، فبيوت الأردنيين في اعظمها تخلو من التدفئة المركزية التي توجد في بيوت متخذي القرار، وان أبناء الأردنيين البسطاء ينتقلون الى مدارسهم سيرا على الأقدام وليس لديهم مواصلات تعمل فيها أجهزة التدفئة كأبناء أصحاب القرار تنقلهم الى مدارسهم وروضاتهم وحضاناتهم، وهنا اقترح أيضا وليس تندرا، ان توزع الحكومة على طلبة المدارس قناديل تضيء لهم الطريق واثواب مدفئة تقيهم زمهرير الصباحات الباكرة.
العودة للحق ايتها الحكومة الفاضلة، أولى من الإصرار على الرأي الذي يتضح انه يجانب الحقيقة ولا يناسب ظروف بلدنا وموقعه الجغرافي، والاصل في الأمور العارضة العدم، لان التوقيت الصيفي هو في الأصل امر عارض. فرحمة بالأطفال الصغار والسائرين الى أعمالهم في صباحات تعرفون بردها وظلمتها رعاكم الله.