عقوبة حرمان الجماهير وتغييب القانون ..!!


بقلم :لانا الجغبير 
المكان :  ملعب رياضي 
الحدث :مباراة  كرة قدم .
الحضور   عشرة الاف مشاهد.
الشهود :لاعبي الفريقين .. والحكام... اتحاد اللعبة وامن الملاعب.
التوثيق. كاميرات البث التلفزيوني...وعشرات الكاميرات الخاصة بمراقبة الجمهور ومرافق الملعب ومحيطه 
الاحداث.
تنطق  المباراة وسط تصفيق وتشجيع الجمهور  وتستمر   حني يبدا البعض من الجمهور بإطلاق الشتائم  ومن ثم التحريض وخلق الاستفزاز...
تحدث اشكاليه داخل الملعب  ومن ثم تنتقل  الى  خارج الملعب  وبعد ذلك تصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي  ليزداد التحريض  وقبل ذلك تنتهي المباراة ويتعانق لاعبوا الفريقين ويغادر الجميع اصدقاء  نحو المكان الاهم وهو المنتخب الوطني .
يكتب الحكم تقريره  ويكتب امن الملاعب تقريره.... وتتخذ العقوبة بحرمان الجمهور كاملا من الحضور  علي مبدا  الخير يخص والشر يعم  وبناءا على مخاوف امنية من حدوث اشكاليات او شغب .
حسنا هل  هذا عدل؟ ان يمنع عشرة الاف مشجع من حضور مباراه بسبب قله قليله مكشوفه  !!! وتتضرر صناديق الأندية المتضررة اصلا  لأجل  عدة اشخاص كان يمكن التعامل معهم  مباشرة ومن علي المدرج  بتفعيل قانون شغب الملاعب ومحاسبتهم بموجبه  ومنعهم من دخول الملاعب والأندية.
فالكاميرات تراقب وامن الملاعب موجود والدرك محترف في التعامل  والجمهور نفسه ينبذ هذه الفئة التي تثير الشغب اللفظي وروابط المشجعين هي منبثقة عن الاندية غايتها التنظيم والحد من كل هذه الاشكاليات .
اذا كنا ندخل المئوية الثانية ولا زالت تشغلنا مباراة كرة  قدم  فلماذا اصلا  تم سن قانون شغب الملاعب ولماذا لا يتم تفعيله حتى ننتهي من كل هذا العك الذي نراه .
ثم  في  حالة التحشيد علي مواقع  التواصل الاجتماعي لماذا لا يطبق القانون ويتم ملاحقة البعض ايضا من الذين  يزرعون الفتنه والبغضاء  بين الاخوة وَينثرون سمومهم في كل  مكان اذا ما علمنا ان  تأثيرهم  يقع علي صغار السن والشباب.
مصيبة ان تحدث مباراة كرة قدم  كل هذه المخاوف الامنية وكأننا في  بلد من كرتون او شعب  لا يدرك معنى امنه وامانه  ولا يخشى على بلده وهو الذي رأيناه صفا واحدا وقلبا واحدا في اصعب المواقف واشدها.
هذا الشعب الذي رأيناه في كل شبر من ارض الاردن يتسابق  ليقدم المعونة ويكون سياجا  للأمن فهو اساس الامن الوطني  وهو الرديف الحقيقي للقوات الامنية  وهو المعني بسلامة البلد والناس .
عقوبة منع الجماهير ليست حلا فهي تذهب الصالح بعروى الطالح ويدفع الملتزم ثمن خطا الغير ملتزم والمسيء وهذا فيه ظلم كبير لأناس كانت غايتهم التشجيع النظيف والمتعة .
اذا اردنا الحل فانه   يكون  بتفعيل القوانين المغيبة  مثل قانون شغب الملاعب وتثقيف الجمهور  اعلاميا  وتحسين الخطاب الرسمي النادوي الذي في بعض الاحيان يجعل من مباراة كرة قدم اشبه بالحرب وفيها حياة او موت.
نحن نحتاج لان نزرع  في عقول الشباب ان كرة القدم محبه واخوة ومتعه... لا فرقه وتحشيد وبغضاء...وصناعة احداث من وهم او التخويف من احداث  لا يمكن ان تحدث في بلد تحكمه الاصالة ووحدة الدم والعشرة بين الناس .
لنتفق اولا واخرا.. ان تفعيل القانون واستئصال  المخالفين اسهل بكثير من منع الجمهور من حضَور المباريات ومعاقبة  الجميع لان القانون ان كان فوق الجميع  وعلى الجميع  ستسير كل الامور حسب ما نريد وبنظام  وسنشاهد كرة قدم  ممتعة اساسها التنافس الشريف ...